“كافيه الكلاب” .. محمد يحقق حلمه في “بيتس كورنر”
دائمًا نسمع عن وجود “الكافيهات”، ولكن أن نرى “كافيه” خاص بالكلاب فقط، يُعد شيئًا لا يصدق، و يجعلك تفكر أنه مجرد محض خيال ليس أكثر، في نفس الوقت هو شيء لطالما تمناه الكثيرون من محبي الكلاب، الذين عادة ما تواجهم مشكلة في اصطحاب كلابهم لبعض الأماكن، فكانت فكرة وجود مكان خاص بهم بمثابة بصيص نور جعل شابًا من الإسكندرية يقرر افتتاح “بيتس كورنر” ليكون أول “كافيه للكلاب” بمنطقة سموحة.
فكرة غريبة:
“الكافيه تم افتتاحه منذ ثلاثة أعوام” بتلك الكلمات يبدأ محمد الكوك، 38 عامًا، رواية قصته لـ “كلمتنا” موضحا أنه منذ صغره تربى في عائلة تعشق وتهوى تربية الحيوانات الأليفة بكافة أنواعها، وكان “الكوك” يحب تربية الكلاب كثيرًا، مما دفعه للعمل في مجال بيع احتياجاتها مثل الإكسسوار و”الدراي فود”، وكان يحب أن ينزه كلبه معه لكن كانت تواجهه مشكلة كبيرة وهي أن الكثير من الأماكن كانت تمنع دخول كلبه معه رافعين لافتة “ممنوع دخول الحيوانات”.
وفجأة دقت فكرة غريبة أبواب عقله جعلته يفكر بجدية في أن ينشيء مكانًا خاصًا بالحيوانات فقط، يستطيع كل من يريد أن يصطحب حيوانه التوجه إليه، موضحًا أن تنفيذ الفكرة لم تأخذ منه الكثير من الوقت ونفذها على الفور، وشجعه على ذلك أهله وزوجته بعد أن واجهتهم نفس الصعوبات.
مرافقة مجانية:
يضيف محمد أنه بعد افتتاح الكافيه وجد شيئًا آخرًا أثار انتباهه، وهو أن هناك فئة كبيرة من الأشخاص يريدون تربية الحيوانات، ولكن تواجهم معوقات مثل ضيق المنزل أوعدم موافقة الأهل، فقرر أن يحل تلك الأزمة ويدخل الفرحة على قلوبهم، فوفر عددًا من الكلاب في الكافيه، ليتاح لكل من يريد اللعب معهم أن يأتي ويجالسهم وقتما يشاء، مشيرًا إلى توفر جميع أنواع الكلاب في الكافيه مثل “جيرمان”، “جولدن”، “هاسكي” وغيرها من الكلاب المعروفة والمختلفة التي يستطيع الزائر اختيار أيًا منها والاستمتاع بمرافقتها واللعب معها.
آخر دلع:
يؤكد الكوك أن الأمر لم يقتصر على ذلك فقط، بل أصبح هناك فرصة لبيع كل مستلزمات الكلاب من طعام ومشروبات وإكسسورات، بجانب قسم خاص بالاهتمام بالمظهر الخارجي والاستحمام للكلاب وقصات شعرهم وشامبو خاص بهم، بالإضافة إلى وجود قسم التدريب والذي يعمل به أفضل المدربين.
اقرأ أيضًا: دفعت حياتها ثمنًا لإنقاذ القطط.. كيف أثرت سلوى أبو النجا على مجال حقوق الحيوان في مصر
ويوضح أنه تم افتتاح عيادة داخل الكافيه بها طبيب بيطري لحيوانات الزبائن المترددين، للكشف عنهم بصفة دورية للاطمئنان على سلامتهم وتقديم العلاج إذا لزم الأمر، لافتًا إلى أن المكان يعتبر مجتمع متكامل لكل من يقوم بتربية الكلاب.
أما عن الانتقادات التي واجهها يقول الكوك أن أي مشروع في بدايته يواجه الكثير من الانتقادات، فكان بعض الأشخاص يسخرون منه قائلين “أنت رايح تهتم بالحيوانات بدل ما تهتم بالبني آدمين”، ولكنه كان يضرب بحديثهم عرض الحائط، فيرى أن الكلاب من أضعف المخلوقات؛ لأنهم لا يستطيعون التحدث أو التعبير عن مشاكلهم، وخاصة في الفترة الأخيرة والتي تُعد صعبة للغاية عليهم بعد أن شهدت انتشار فكرة تصدير الكلاب للدول التي تقوم بتعذيبهم أو يتم استخدامهم طعامًا، إلى جانب أن فكرة تسميمهم للتخلص منهم أصبحت منتشرة كثيرًا.
الرحمة أولًا:
“أتمنى أن نجاح الكافيه يستمر وأن يتم افتتاح فروع أخرى له على مستوى جميع المحافظات في مصر، وبتمنى انتشار الفكرة وحب الحيوانات بين الجميع” .. بتلك الكلمات يختتم الكوك حديثه متمنيًا أن لا تنتزع الرحمة من قلوب البشر، وأن كل من يجد نفسه يستطيع الاهتمام بتربية الحيوانات يقوم بذلك على الفور، فالأمر لا يحتاج للتفكير لأن الحيوانات تعتبر أرواح بريئة تحتاج لمن يهتم ويعتني بها.
اقرأ أيضًا: قبل السفر بحيوانك الأليف..قوانين عليك معرفتها