يشهد يوم 13 أغسطس من كل عام الاحتفال باليوم العالمي للعُسر، من أجل زيادة الوعي حول فوائد وضرر استخدام اليد اليسرى، وإلقاء الضوء على الصفات التي يتصف بها الشخص الأعسر، ولكن على مدار عصور طويلة رافق الأمر العديد من الشائعات حول الأشخاص العُسر، مثل مواجهة الشر وامتلاك نسبة ذكاء أعلى من غيرهم، ولكن هل ذلك حقيقي؟
اليوم العالمي للعُسر
منذ عام 1976 يتم الاحتفال باليوم العالمي للعُسر، حيث احتفل به “دين آر كامبل” مؤسس المنظمة الدولية للعسر للمرة الأولى، فتبعًا للإحصاءات فإن نسبة الرجال العُسر في العالم تصل إلى نحو 13%، بينما النساء 11%، أما إذا نظرنا إلى سكان العالم أجمع، فإن إجمالي الأشخاص الذين يستخدمون اليد اليسرى قد تصل لحوالي 10% من سكان العالم وهو بالطبع نسبة ضئيلة جدًا.
على مر التاريخ نظر العالم إلى الأشخاص العُسر أنهم أقل شأنًا، كما كان يهاب البعض الاقتراب منهم، الأمر الذي جعل العُسر يرتبط بالسحر، أما الإغريق والرومان فقرروا وضع خواتم الزواج في اليد اليسرى من أجل مواجهة الشر الذي يرتبط بالعُسر.
ولكن هل يجتمع الأشخاص العُسر حول العالم على صفات واحدة؟ دعنا نخبرك بذلك:
إذا انتبهت إلى الشخص الأعسر في المرحلة الدراسية، فقد تجد أنه متفوق في مادة الرياضيات، حيث أنه يتميز بقدرات ذهنية قوية بالإضافة إلى سرعة البديهة التي تلازمه.
أما إذا كان الشخص الأعسر امرأة فهي إلى حد كبير قد تصاب بالحساسية أثناء فترة الحمل، كما أنها قد تتعرض لمشاكل صحية أكثر من غيرها تتمثل أحيانًا في الصداع النصفي والأرق.
أما الوضع الذي يشمل الجنسين، فقد أثبتت دراسة أجرتها جامعة Yale أن 40% من المصابين باضطراب الفصام النفسي هم أشخاص عُسر، و11% منهم يعانون من اضطرابات مزاجية مختلفة مثل الاكتئاب.
ومن ناحية أخرى إذا كان لديك صديق ملاكم أعسر، فستلاحظ تفوقه في تلك الرياضة، فحسب إحصاءات رياضية أجريت فإن العالم يحمل عدد كبير من الملاكمين ورياضيين الفنون القتالية الذين يستخدمون اليد اليسرى، وهو الأمر الذي يعطي لأولئك الأشخاص موهبة خاصة في الرياضات القتالية، كما يتفوق الشخص الأعسر أيضًا في الألعاب الرياضية الأخرى ذات السرعة ورد الفعل المذهل مثل تنس الطاولة.
اقرأ أيضًا: “فصام” أم “انفصام”.. ما الفارق بينهما؟
أما من الناحية القيادية فإنهم أنسب الأشخاص لتولي تلك المهمة، فهم أكثر إبداعًا كما أنهم يتميزون بقدرات تحليلية ومهارات لغوية أفضل من غيرهم بكثير، وهو الأمر الذي يجعل المناصب الإدارية في انتظارهم.
كما أن الأشخاص العُسر يشتهرون بقدرتهم على ضبط الذات أكثر من مستخدمي اليد اليمنى، وهو الأمر الذي يؤثر بشكل كبير في الحياة الشخصية والعملية.
ولكن ماذا عن الإبداع والذكاء؟ هل هم الأكثر حظًا به؟
اقرأ أيضًا: هل يضعف النظر مرة أخرى بعد عملية الليزك؟
ذكاء الأشخاص العُسر
عام 2007 أجرت الأكاديمية الهندية لعلم النفس دراسة خاصة على ما يقرب من 150 شخص أعسر، ليتبين من النتائج أن العُسر كانت نسبة أدائهم لاختبارات الذكاء أكثر من الأشخاص الأخرى الذين استغرقوا وقتًا أكثر لاستكمال الاختبار.
فحسب صحيفة ديلي ميل البريطانية تم إجراء دراسة أخرى جمعت أكثر من 2300 طالبًا في المدارس الابتدائية والثانوية لأداء سلسلة من الاختبارات، حيث جاءت نتائجها أن الشخص الأعسر يتميز بنسبة ذكاء تفوق مستخدمي اليد اليمنى عندما اعتمدت الاختبارات على حل المشكلات الصعبة.
اقرأ أيضًا: “تعرق اليدين”.. خطر طبي أم أمر طبيعي؟
وتفسيرًا لذلك فإن نصف الدماغ الأيمن يكون أكثر تطورًا لدى الشخص الأعسر، حيث أن ذلك الفص متخصص في العلميات الحيوية مثل القدرة التفكير والإبداع والخيال، بالإضافة إلى أن مجموعة الخلايا العصبية التي تعمل على ربط نصفي الدماغ، تكون أكبر لدى الشخص الأعسر، وبالتالي فإن هناك اتصال قوي بين نصفي المخ الأيمن والأيسر.
أما عن أشهر الأشخاص العُسر حول العالم فهم: ليوناردو دافينشي، موزارت، أرسطو، بيل غيتس، والممثلة أنجلينا جولي بالإضافة إلى اللاعب العالمي ليونيل ميسي وأيضًا رئيس الولايات المتحدة الأمريكية السابق باراك أوباما، والممثل توم كروز، والأمير ويليام حفيد ملكة بريطانيا، وبيليه لاعب كرة القدم، وأيضًا رائد الفضاء نيل أرمسترونغ.
