كثيرًا ما نسمع عن بعض الحالات التي تسير أثناء النوم، أو تتكلم، أو تجلس على السرير، تعددت التفسيرات ما بين أنها أمراض نفسية أو أمراض عصبية، أو نتيجة لا شيء.
ليتكرر أمامنا المشهد التالي، شخص ما مستلقي على سريره، أثناء نومه ومن ثم فجأة يقوم ويتحرك هنا وهناك في جميع أرجاء الغرفة وقد يتخطى حدود الغرفة ليأخذ بالحركة ذهابًا وإيابًا في المنزل.
بالرجوع إلى علم النفس، فإن المشي في أثناء النوم سلوكٌ ينهض فيه الشخص من فراشه ليلًا ليمشي أو يفعل أشياء أخرى، ويُعدُّ واحدًا من اضطرابات النوم، غالبًا ما يحدث عند الأطفال، ويتوقف عن الحدوث في سن المراهقة.
يحدث المشي أثناء النوم عادةً خلال الجزء الأول من الليل بعد ساعةٍ أو ساعتينِ من الاستغراق في النوم وذلك في مرحلة نوم non-REM خلال النوم العميق (deep sleep).
اقرأ أيضًا: “متلازمة هز الرضيع” كارثة مغلفة بالحنان
ماهي الأعراض؟
قد تشمل عملية السير بعض الحركات البسيطة أو المعقدة، فقد يكرر حركات معينة أثناء نومه مثل الحديث بكلام غير مترابط وغير مفهوم، شد الملابس، وتكون عيناه مفتوحتين أو مشوشة بحيث لا يري كل شئ على استيعاب، وقد يقوم برياضات أخري منها الركض أو المشي، أو النشاطات الروتينية، أو حتى جر المفروشات.
كما يمكنه القيام بنشاطٍ جنسي أو التبول في مكان غير مناسب، وأحيانًا يمكن أن يكون السلوك عنيفًا أو معقًَدًا كقيادة سيارة، كما أنه تُلاحظ صعوبة إيقاظ من يمشي في نومه خلال النوبة.
ما هي أسباب وحدث هذه المشكلة؟
ينتشر بكثرة عند الأطفال، ويرجح أنه يحدث في حال وجود قصة عائلية”صفة وراثية” ويزداد في حال النوم المتقطع أو قلة النوم والحرمان منه، الإصابة بالقلق أو الحمى أو أذيات الدماغ أو انقطاع التنفس الانسدادي، هي أعراض ترافق السير أثناء النوم وتزداد تدريجيًا.
في حالة أنك تعرض للسير أثناء النوم، فما المدة التي يدخل فيها النوبة؟
تستمر النوبة من ثوانٍ معدودةٍ إلى نصف ساعةٍ، وغالبًا لا تتجاوز 10 دقائق، ويمكن أن تنتهي بعودة الشخص إلى سريره بنفسه، أو استيقاظه وهو خارج السرير بشكل مشوش.
وبالتحدث عن مدى خطر هذه النوبة، وإلى أي مدى يتأثر بها المريض:
تكمن المشكلة الأساسية في أن الحوادث التي تقع خلال المشي في أثناء النوم يمكن أن تسبب الأذي، فيمكن أن يصطدم المصاب أو يتعثر فيسقط أرضًا، كما يمكن أن يهدد سلامته، ويضعهم في خطرٍ إذا استخدم الأدوات الحادة أو حاول قيادة السيارة، فضلًا عن الخجل الذي قد يسببه لصاحبه في حال التبول في مكان ما، ولاحظت الدراسات أن المشي في أثناء النوم يترافق مع نوعية نوم أسوأ ونعاسٍ خلال فترة النهار، وبشكل عام، يمكن أن يؤثر هذا الاضطراب على حياة المصاب، لا يعد المشي في أثناء النوم مقلقًا على الصحة، فأغلب الأطفال الذين يمشون في نومهم لا يعانون من مشكلات فسيولوجية ولا عاطفية.
وأما بعد استيقاظ المريض من نومه.. هل يتذكر ما كان عليه أثناء سيره؟
لا يمتلك الشخص أي فكرة عما قام به أثناء النوم بعد أن يستيقظ، ولهذا لا يدري المصاب أنه يمشي في أثناء نومه حتى يخبره أحد بذلك.
ولابد من أن يتم الاستعانة بالطبيب المتخصص حتى لا تتزايد الحالة لأسوء ما عليه:
ماهو العلاج؟
1- استبعاد كل ما هو خطر ويهدد السلامة، كإبقاء الأدوات الحادة في دروجٍ مقفلة. وإزالة ما يمكن أن يسبب التعثر.
2- فلو كان المسبب هو استخدام أدويةٍ معينةٍ فيمكن استبدالها بإشراف الطبيب.
3- ما يعرف ب الاستيقاظ المرتقب وهو إيقاظ الشخص قبل تلك الساعة التي تحدث فيها النوبة بقليل (نحو 15-30 دقيقة)، لأن النوبة تتكرر عادةً في الوقت ذاته كل ليلة، ويعد هذا التكتيك مفيدًا لدى الأطفال.
4- العلاج السلوكي المعرفي وهو نوع من المعالجة التي تعتمد على الكلام ويمكن أن يحمل تأثيرًا نافعًا لعلاج المشي في أثناء النوم.
5- تجنب الكافيين قبل النوم
6- نقص شربِ السوائل قبل النوم، لأن امتلاء المثانة قد يكون له علاقة بالمشي في أثناء النوم.
وهكذا يمكنك تجنب السير أثناء النوم، أو ما يعرف ب”السرنمة”
اقرأ أيضًا: تبحث عن يوتيوب آمن لطفلك؟.. إليك أفضل 7 قنوات تعليمية ترفيهية
