تعيش أغلبية السيدات حول العالم في قلق شبه دائم من خطر الإصابة بمرض سرطان الثدي، الذي ما زالت نسبة الشفاء منه ضئيلة رغم التطور العظيم الذي يشهده الطب حول العالم، لكن على الرغم من خوف تلك السيدات ووعيهن بمدى خطورة الموقف، إلا أنهن لا يقدمن علىالكشف المبكر للاطمئنان على أنفسهن الأمر الذي قد ينقذ حياتهن إذا اكتشفت الأعراض مبكرًا.
لكن في الحقيقة هناك رهبة كبيرة تجتاح قلوبهن من فكرة الذهاب إلى مستشفى السرطان والكشف المبكر مهما كان الأمر بالغ الأهمية وقد ينقذ حياة أغلبهن وأسرهن أيضًا لأنه على الرغم من كونه غير معدً إلا أن أرواح العائلة تتألم بالكامل، لذا اختير شهر أكتوبر ليكون شهرالتوعية بمرض سرطان الثدي حول العالم، لكن لماذا “أكتوبر الوردي” بالتحديد، دعيني أخبرك في السطور التالية.
أكتوبر الوردي:
منذ خمسة عشر عامًا بالتحديد في أكتوبر 2006، تم إطلاق مبادرة عالمية تحث مواقع مختلفة في العالم أجمع أن تتحد أيديها عن طريق إنشاء حملات دولية تهدف إلى زيادة توعية السيدات بمرض سرطان الثدي بما يحمله من معلومات وأعراض ومخاطر، ويتم ذلك باتخاذ اللون الوردي شعارًا لها، الذي أصبح يلازم التوعية من مخاطر سرطان الثدي الذي قد يجهلها البعض.
لكن لماذا الأشرطة الوردية بالتحديد؟
ففي عام 1991 قررت مؤسسة “سوزان كومان” العالمية التي تختص بمكافحة سرطان الثدي، أن تدعم مشاركين في سباق أقيم بمدينة نيويورك للناجين من الإصابة بمرض سرطان الثدي، حيث قررت توزيع أشرطة وردية عليهن تعبر عن ذلك النوع من السرطان، فنالت الفكرة إعجاب العالم لذلك تم اعتماد الأشرطة الوردية بعد ذلك السباق بعام واحد، وما زالت قائمة حتى هذه اللحظة فأصبحت رمزًا لسرطان الثدي.
سرطان الثدي:
وسط مشاغل الحياة قد تهمل الأنثى أو الأم في ذاتها أحيانًا، على الرغم من أن الصحة لا تعوض أبدًا لكنهن في الحقيقة هناك أولويات في حياة المرأة تسبق نفسها من بينها بيتها وأولاها، متناسية تمامًا أن أول من سيتأثر بإصابتها بسرطان الثدي هم عائلتها ورحلة المعاناة والألم النفسي الذي سيشعرون به، لأنهم أحيانًا قد يفكرون أن الأمر حدث بسببهم على الرغم من عدم صحة هذا الحديث على الإطلاق لكن تأنيب الضمير وجلد الذات لا يتوقف أبدًا.
فحسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية فإن العالم يسجل سنويًا ما يقرب من 2.1 مليون حالة جديدة مصابة بسرطان الثدي كما أنه يعتبر من أكثر أمراض السرطان في العالم المسببة للوفيات بين السيدات، بالتحديد في البلدان النامية عن تلك المتقدمة، بسبب عدم تشخيص أغلبية الحالات إلا في مراحل يصعب علاجها بسبب عدم وجود ثقافة كافية في تلك البلدان عن خطورة سرطان الثدي وما يسببه من فقدان للأرواح.
لذلك أكتوبر الوردي هو فرصة عظيمة من أجل تذكير السيدات بأهمية صحتهن الجسدية والنفسية بسبب القلق الذي قد ينتاب قلوبهن؛ نتيجة الإصابة بسرطان الثدي، فأول خطوة يا عزيزتي عليكِ الإقدام عليها هي الفحص الذاتي للثدي وتلك الطريقة يمكنك تعلمها عن طريق اليوتيوب بسهولة شديدة.
أما الخطوة الثانية هي الذهاب إلى أي مستشفى للسرطان لإجراء كشف مبكر للاطمئنان بشكل أكبر، وفي حالة ورود شكوك بشأن إصابتك أو التأكد من ذلك، فإن العلاج المبكر يا عزيزتي قبل الوصول إلى مرحلة يصعب علاجها هو أفضل الخطوات الذي تزيد من نسب شفائك من هذا المرض.
اقرأ أيضًا: إليكِ 6 خطوات تساعدكِ على مواجهة السرطان بشكل إيجابي
ما هي الجهود المصرية لمكافحة سرطان الثدي؟
حفاظًا على صحة المرأة المصرية من الإصابة بسرطان الثدي والتوعية بأهمية الكشف المبكر لزيادة نسبة الشفاء، أطلق السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي مبادرة “دعم صحة المرأة المصرية” ضمن حملة 100 مليون صحة، التي تهدف إلى توعية الفتيات والسيدات بأهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي ووسائل الوقاية منه، فمنذ عام 2019 انطلقت المرحلة الأولى في 9 محافظات، تستهدف الكشف على ما يقرب من 28 مليون سيدة بجميع محافظات مصر بالمجان بداية من 18 عامًا.
نجحت تلك المبادرة الرئاسية في تحقيق نسب شفاء عالية لمريضات سرطان الثدي، لأن اكتشاف المرض في المراحل الأولى هو أهم الخطوات الشفاء، حيث تم تقديم الخدمة من خلال 3593 وحدة أولية و4098 فرقة طبية بالوحدات و112 مستشفى للفحص المتقدم على مستوى محافظات مصر، كما تم أيضًا إطلاق مبادرة “أنتِ الأساس” من أجل الكشف المبكر على سرطان الثدي فى محافظات مصر، حيث تم فحص ما يقرب من 15 مليون و732 ألف و618 امرأة منذ إطلاق المبادرة في عام 2019 وصولًا إلى عام 2021، حيث يتم فحص السيدات والفتيات بداية من سن 18 عامًا بالمجان ومن ثم تقديم التوعية لهن بشأن سرطان الثدي.
اقرأ أيضًا: استراحة نفسية لكِ سيدتي بعيدًا عن صخب الحياة
هل يمكننا تجنب الإصابة بسرطان الثدي؟
إن أكثر سؤال يتم تداوله بين الناس عن السبب وراء الإصابة بسرطان الثدي، فأحيانًا يتعلق الأمر بالعوامل الهرمونية، والبيئية، وأخرى الوراثية قد تجد أنها تنتقل من جيل لآخر إذا كان هناك تاريخ صحي للعائلة بشأن هذا المرض، كما أن الرجال يمكن أن يصابوا بسرطان الثدي، لكنكِ يا عزيزتي أكثر عرضة للإصابة به.
كذلك تلك السيدات اللاتي تنقطع دورتهن الشهرية في سن مبكر هم أيضًا عرضة للإصابة بسرطان الثدي، فإذا لم تقومي بالكشف المكبر أبدًا وتعانين من رهبة القيام به، وإذا شعرتِ ذات يوم أن هناك ألم في الثدي واحمرار في جلده وكذلك تغير لونه وتشعرين بوجود كتل في الثدي عليكِ الذهاب إلى الطبيب على الفور.
لكن كيف يمكنكِ تجنب الإصابة بسرطان الثدي من الأساس؟
الزيادة في وزن الجسم قد تعزز من خطر الإصابة بسرطان الثدي، لذلك عليكِ التمتع بوزن صحي والحرص على تناول وجبات غذائية صحية بشكل كبير من أجل تنجب الإصابة به، كما عليكِ ممارسة الرياضة بشكل دوري من أجل انخفاض خطر الإصابة بسرطان الثدي.
هناك عدد كبير من النساء المدخنات حول العالم، وهو الأمر الذي يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي لأن التدخين من شأنه أن يضعف خلايا الجسم وذلك يقلل من قوة مناعة الجسم لمواجهة الأمراض، كما عليكِ أيضًا الحد من شرب الكحول لأنه من العوامل الأساسية التي تسبب سرطان الثدي.
ولا يفوتك يا عزيزتي أن تعلمي أن الرضاعة الطبيعة تساهم بشكل كبير جدًا في الوقاية من سرطان الثدي، فلا تهملي تلك الخطوة وتستبدليها بالرضاعة الصناعية، فصغيركِ من شأنه أن ينقذكِ من الإصابة بمرض خطير يعد من واحدًا من أخطر الأمراض في العالم أجمع.
اقرأ أيضًا: كيف يمكنكِ تخطي مرحلة ما بعد الإجهاض؟