خروجتنا

“باب زويلة”.. الشاهد الأكبر على مذابح القاهرة

مصر مليئة بالكثير من الأماكن السياحية والأثرية التي تجذب أي شخص يأتي إليها وتجعله يشعر بالانبهار، حيث يتواجد بها الأهرامات والكثير من المتاحف والأماكن الأثرية، ولكن يظل “باب زويلة” هو الباب الأثري الأكبر على مستوى مصر، الذي يعتبر شاهدًا على حدوث كثير من الأحداث على مر العصور والكثير من المذابح، دعونا نتعرف على أسرار “باب زويلة” وما سر خلوده حتى وقتنا هذا ولماذا كان يعتبر هذا الباب مباركًا للزواج والإنجاب قديمًا؟

سر تسمية باب زويلة

تكثر الأقاويل حول تسمية هذا الباب، يطلق البعض عليه باب “المتولي” وآخرون يطلقون عليه “باب زويلة” كان يطلق عليه “باب المتولي” حيث تعود تلك التسمية إلى رجل كان يجلس بجوار الباب لأخذ ثمن الدخول إلى القاهرة من خلال “باب زويلة”، وهناك أقاويل أخرى حول رجل يتميز بالتقوى الدينية كان يذهب إلى مكة من أجل الصلاة، ويعود إلى “باب زويلة” من أجل الاستماع إلى شكاوى أهل القاهرة.

باب زويلة

يعود سبب تسمية باب زويلة بهذا الاسم إلى قبيلة تدعى “زويلة التونسية” أتت مع المعز لدين الله الفاطمي صاحبين معهم مجموعة من المنجمين الذين يؤمنون بالكواكب وعلم الغيب، كانوا يتشاورون حول تسمية هذا الباب بالمعز، وكانوا يعلقون عليه جرسا بحبل، حتى أتى طير وقام بدق هذا الجرس وبدء العمل بالباب واتفقوا على تسميته “باب زويلة” وبدأت شهرة هذا الباب منذ ذلك الوقت.

اقرأ أيضًا: “كلمتنا” تأخذك في رحلة عبر 200 عام لمعرفة تاريخ مهنة “الحناطير”

موقع باب زويلة

يقع “باب زويلة” من الناحية الجنوبية من الداخل للقاهرة، بجواره شارع الخيامية الملئ بمحلات الخيام والمفروشات والسجاد والملابس، إضافة إلى ذلك يوجد بجانبه مسجد الفكهاني بجانبه شارع الأزهر، ويطل على هذا باب شارع الدرب الأحمر، ويقع على يساره ميدان الرميلة، ويتكون من بنية ضخمة عرضها 72 مترا وعمق يصل الى 25 مترا، وارتفاع يصل إلى 24 مترا.

باب زويلة

مشنقة “باب زويلة”

برغم أن هذا الباب يعتبر من أشهر أبواب القاهرة التاريخي ويعتبر قيمة تاريخية عظيمة، إلا أنه شاهد على الكثير من المذابح التاريخية، حيث تم إعدام “الأشرف طومان باي” أمام عامة الشعب، وصار يخترق كل شوارع القاهرة ويطلب ممن يراه أن يقرأ له الفاتحة بعد شنقه ظلما من معسكر السلطان سليم، وتم إعدامه على “باب زويلة” وفزع الكثير من الناس جراء تلك الحادثة الشنيعة، برغم أن تلك الحادثة مر عليها الكثير من الوقت قرابة 5 قرون، ولكن عندما يذهب أي شخص إلى ذلك الباب يروى له أهالي المنطقة عن هذه الحادثة كأنها حدثت الأمس.

باب زويلة

كانت هذه الحادثة ليست الأولى في تاريخ “باب زويلة” ولكن قبل 250 عام من وقتنا هذا، تم شنق رسل هولاكو على هذا الباب بعد استيلاء “هولاكو” على بغداد وقتل الخليفة العباسي واستولى على سوريا، أمر بعد ذلك “قطز” بشنق أمراء هولاكو وتعليق جثثهم علي هذا الباب حتى يثبت للآخرين أنه إمبراطور لا يخاف من أحد.

اقرأ أيضًا: “جزر القمر”.. الدولة العربية المنسية بالمحيط الهندي

أيضا تم إعدام الوزير “نصر بن عباس” وزير الخليفة الفاطمي بعد أن اتهمه الكثير إنه سبب في اغتيال الخليفة، إضافة إلى ذلك مذبحة “المماليك” المذبحة الأشهر على مر العصور، فمن منا لا يعرف مذبحة القلعة الأشهر على مر التاريخ.

كما تم شنق امرأة تدعى “الخناقة” كانت تسرق وتخطف الأطفال حتى وصل أمرها عند السلطان وأمر بشنقها على “باب زويلة” وصارت عبرة لكل عامة الشعب، فقد شهد هذا الباب الكثير من الأحداث التاريخية والمذابح.

باب زويلة

سر تسمية شارع الدرب الأحمر

يرجع تسمية الشارع بهذا الاسم إلى وقوعه أمام “باب زويلة”ونظرا لحدوث عدد كبير من المذابح والقتل على هذا الباب أصبح الدماء تنتشر على شوارعه، ومنذ تلك اللحظة أصبح يطلقون على الشارع المطل عليه “الدرب الأحمر” نظرا لكثرة المذابح والدماء ورائحه الدماء التي تفوح دائما في الشوارع، حيث كان “السلطان المملوكي” أكثر السلاطين استخداما لهذا الباب لتنفيذ أحكام إعدام عليه، وكان يتم تعليق جثث عليه حتى يراه كل من يعبر أمام الباب، وقد قتل الكثير من اللصوص والمجرمين وعلقت أجسادهم على هذا الباب.

قد تحول “باب زويلة” بمرور الوقت من باب يتم فيه تنفيذ حكم الإعدام وحدوث كثير من المذابح إلى باب أثري يأتيه ملايين من السائحين لمشاهدة، والتقاط كثير من الصور الفوتوغرافية بجانبه، رغم أن هذا الباب كان مصدر رعب وخوف لكثير من الأشخاص قديما، إلا أنه أصبح من أكبر أبواب القاهرة الذي له تاريخ عريق، ولم يتبق من هذا الباب إلا هيكله ولم يعد أحد مداخل القاهرة، فأصبح فقط بابا تاريخيا شاهد على معظم الأحداث التاريخية على مر العصور.

“باب زويلة” كان وسيظل أهم أبواب القاهرة الكبرى، والذي من خلاله شاهد على تاريخ مصر ومذابحها، تعرفنا خلال موضوعنا على سر تسميته وموقعه ومذابح التي حدثت في عهده، هل كنت تعلم عن هذه المعلومات من قبل؟ وبرأيك هل”باب زويلة” يحمل أسراراً أخرى غير ذلك؟ شاركنا برأيك.

اقرأ أيضًا: الأحياء الشعبية في مصر القديمة.. اعرف حكايتهم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى