حكايات دكتور ميمي| العطاء بوابة الحياة
إن العطاء من أسمي معاني الحياة الموجودة داخل النفوس الطيبة الكريمة المحبة فهو العدو القاتل للشح والبخل الذي يصيب نفوس قد فاقت الوصف،فالعطاء من الخصال الطيبة الجميلة التي إن وجدت في نفس جعلتها تاج علي رؤوس محبيه ومن حوله.
العطاء هو الهبة وقد يتجسد في مال أو منقول أو محسوس فالعطاء الحقيقي من أعظم درجات صفاء النفوس فهو إيثار للذات حتي لو كانت الحاجه إليه مُلحه
وهنا تكمن عظمته التي إن أصابت مريد أكفته وإن أصابت جعان أشبعته وإن أصابت محب ذادته عشقاً
فمن يعطي بدون رياء أو من فقد أصاب القلوبوتجلي في سماء العشق نجماً،
فهي كقبلة الحياة التي قد تنعش قلباً أصابه الوهن ونفساً ضاقت بها الدنيا
فقيمة العطاء أنه يحي موت القلوب وضعف النفوس وقسوة الحياة.
وما أجمل العطاء عندما يأتي من قريب كالأب لأولاده والأم لفلذات كبدها والحبيب لحبيبه والصديق لصديقه فهي موقوته مدويه ومداوية تزيل الهم والغم والحزن،
فتحلي بها أيها الرفيق أيها الصديق كن لأقرانك ومحبيك معطاءاً كريماً حتي ولو بشق تمره.
فالكلمه الطيبه بعد الصدقة عطاء وبعد المعاناة فرحة وبهاء
وما أجمل هذا العطاء الذي يتجسد في كلمه في كلمة “بحبك ” فهي بعد العسر يسر وبعد الضيقفرج وبعد الهم فرح
وهنا أستحضرني موقف يجسد معنىالعطاء الجميل الحقيقي
كان فيه شاب أربعيني كان يمارس رياضة المشي يومياً حول الحي الذي يسكن فيه
وكان هذا يومياً في الصباح الباكر قبل ما الناس تصحي تروح أشغالها وعقب نهاية الطريق يقف على عربة فول يجيب سندوتش فول واحد عبارة عن نصف رغيف به فول فقط.
وفي ذلك اليوم وبعد أن انتهي توجه لعربة الفول وقال لعم محمود عاوزك تعملي سندوتش فول وتحط عليه بيض وسلطة وطعمية وطحينة وعم محمود مستغرب وهو بيعمل الفطار علشان عارف إنه أول مره يطلب كده.
وبعد ما خلص وخد الفطار توجه إلي منزله وأثناء العوده للمنزل وجد رجلاً مسناً على مرمي البصر ينظر للسماء كأنه يناجي الله فشعر أن الرجل يشتكي إلي الله وعندما اقترب منه نظر إليه مبتسماً وقال له صباح الخير يا عم الحاج.
رد الرجل المسن صباح الخير يا بني ، قال له هذا الأربعينى ممكن اعزمك على الفطار نظر الرجل إليه ثم نظر للسماء ثم إليه مره أخرى وابتسم وقال له ماشي يا ابني راح أعطاه كيس الفطار وذهب ولم ينظر خلفه على هذا الشيخ الكبير حتي لا يحرجه.
وقبل أن يدخل يمين الشارع نظر إليه فوجد هذا الشيخ الكبير قد افترش الأرض ويأكل ووجد أكثر من 10 قطط حوله يعطي لهم من هذا الفطار وجميعهم يأكلون فبكي هذا الأربعيني من شده الفرح ومن هول هذا المنظر الإنساني.
فهذا الإفطار كان لفرد وبفضل عطاء هذا الأربعيني أصبح لاحدي عشر روحاً فما أروع هذا العطاء النقي الجميل
الخلاصة والزتونة
كن كرسول كريم ينشر بين الناس دين العطاء
“لا قيمه لحياتك بدون عطاء.. كلما زاد عطاءك كلما عرفت السبب لوجودك في الحياة “
رفعت الأقلام وجفت الصحف
دكتور ميمي