بيضة ديناصور عمرها 70 مليون سنة.. الأرض تكشف كنوزها
كشف علمي مذهل تم الإعلان عنه أمس، حيث اكتشف العلماء والباحثون في الصين لأول مرة بيضة متحجرة عمرها يقترب من 70 مليون سنة، البيضة تحوي هيكلا عظميا لجنين ديناصور صغير مكتمل النمو بشكل مذهل، في صدفة لا تتكرر كثيرا في العالم.
متى بدأت القصة؟
رغم الانتشار الكبير للقصة منذ ساعات، إلا أن هذه العينة المتحجرة في الأساس تم اكتشافها عام 2000، حين وجدها عامل في شركة تعدين صينية في أحد المناجم جنوبي الصين، وبالطبع لم يدرك قيمة ما اكتشفه، وظنها مجرد صخرة صغيرة، وتم وضعها في الصناديق وتسليمها لمتحف اسمه متحف (ينجليانج).
العلم يخرج أسرار السنين:
أثناء فحص بعض الباحثين الجيولوجيين العينات المنسية، وجد أحد جوانب البيضة مكشوف، وحين فتحوها كان الموضوع أشبه بالعثور على أيقونة تاريخية مفقودة، وبالفعل سلموا العينة بعدها لجامعة الصين لعلوم الأرض ومقرها بكين، وأسموها طفل ينجليانج، نسبة للمتحف الذي كانت محفوظة به.
ماذا تحتوي البيضة بداخلها؟
المذهل أن البيضة تعد واحدة من أهم حفريات الديناصورات الصغيرة مكتملة النمو في تاريخ علم الحفريات، بحسب موقع ناشيونال جيوجرافيك National Geographic، وشبكة CNN الأمريكية التي نقلت الخبر.
تضم البيضة ديناصور صغير طفل، كان يستعد للخروج من البيضة، في وضعية مميزة ومتقوقع على نفسه ويضع رأسه الصغيرة ما بين أصابع رجليه، ما يشير إلى أن ساعات قليلة كانت تفصله عن الخروج للحياة لأول مرة، ولكن لأسباب غير مفهومة وغامضة دُفنت البيضة في باطن الأرض، وظلت موجودة ف مكانها قرون من الزمن، حتى جاء عامل تعدين في منجم ليكتشفها ويعرف قصتها!
هذه أول مرة تقريبًا يعثر الباحثون على هيكل جنين ديناصور محفوظ داخل بيضة ومكتمل النمو بهذت الشكل، ففي الطبيعي عظام الديناصورات الصغيرة تكون هشة ولا تتحمل عوامل الزمن والتعرية، وتتكسر أو تتفتت مع مرور الوقت.
صغير الديناصور وتوقع الحياة:
بيضة طولها نحو 17 سنتيمترا، تحوي بداخلها صغير الديناصور الملتف حول نفسه ليصل إلى نحو 27 سنتيمترا، وبحسب الدراسات التي أجريت عليه لو قدر له أن يعيش ويأخذ فرصته في الحياة حتى
مرحلة البلوغ، لوصل طوله ما بين 2 إلى 3 متر.
غرائب بين الماضي والحاضر:
الغريب أن وضع الجنين داخل البيضة، مطابق تمامًا بنسبة 100% تقريبًا لوضع الجنين لبيض بعض الطيور في عصرنا الحالي، ولو راجعت نظرية التطور والبيولوجيا التطورية Evolutionary Biology، ستجد أن الطيور الحالية، المفترض أنها تطورت عن الديناصورات القديمة جدًا التي عاشت في العصور سحيقة القدم، ومع مرور ملايين السنين، شكلها وخصائص أجسامها أيضا تغيرت، وأصبحت أصغر وأكثر رشاقة وخفة لتتكيف مع العالم والبيئة الجديدة بعد انقراض السلالات القديمة.
بحسب الباحثين، فإن التطور أصبح مدعوما بمشاهدات عملية لوضع جنين ديناصور حقيقي، وليس مجرد نظريات، وبحسب الدراسة التي أجرتها مجلة Nature العالمية عن الموضوع، فأجنة الديناصورات كانت تتحرك وتغير أوضاعها قبل الفقس بطريقة تشبه صغار الطيور الحديثة، وهي نظرية طبيعية ولا شعورية تسمى (سلوك الالتواء)، ويتحكم فيها المخ، وتعتبر أساسية لأجل النمو واكتمال البيضة حتى تفقس ويخرج الجنين للحياة.
ماذا يستفيد العلم؟:
يعكف العلماء حاليا على دراسة بيضة الديناصور، ما قد يقتح الطريق لكشوفات جديدة لنعرف من خلالها شكل العالم وقت حياة الديناصورات، حيث نشرت دراسة بالفعل في مجلة iScience، بإمكانكم القراءة عنها أكتر من هنا