قهوة العلوم

“كلب روبوت” في الفضاء.. ما القصة وراء إرساله؟

أميرة أحمد

” توفر الكهوف على المريخ مأوى للمستعمرات البشرية في المستقبل”.. هذا ما أكدته وكالة ناسا عن إمكانية إيجاد بديل لكوكب الأرض في المستقبل لحماية الإنسان.

وأشارت إلى أن كهوف المريخ توفر الحماية الطبيعية ضد الأشعة فوق البنفسجية المميتة، والبرد  والعواصف الترابية  التي يمكن أن تستمر لأسابيع وأحيانًا تكون كبيرة بما يكفي لرصدها بواسطة التلسكوبات على الأرض”.

وقال الباحثون في الإتحاد الجيوفيزيائي الأميركي إن الكهوف قد تحتوي أيضًا على أدلة على وجود حياة في الماضي البعيد للمريخ، أو قد توفر موطنًا حاليًا للكائنات التي تعيش في أعماق باطن الأرض.

ومن أجل اكتشاف تلك الكهوف يجهز العلماء الروبوتات ذات الأرجل الأربع والمحاكية لشكل الحيوانات بذكاءٍ صنعي Artificial Intelligence (AI) ومجموعة من معدات الاستشعار لمساعدتها على التنقل بشكل مستقل في التضاريس والكهوف تحت السطحية على الكوكب الأحمر.

كلاب روبوتات
قدم باحثون من مختبر الدفع النفاث الذي يديره معهد كاليفورنيا للتقنية التابعَين لوكالة ناسا مشروعهم “كلاب المريخ” خلال الاجتماع السنوي للاتحاد الجيوفيزيائي الأمريكي الذي عُقد عبر الإنترنت هذا العام، ويمكِّنهم المشروع من منافسة المركبات الجوالة ذات العجلات بطرقٍ شتى مثل مركبة سبيريت Spirit وأبورتيونيتي Opportunity وكيوريوسيتي Curiosity ومركبة برسفيرنس Perseverance

و بحسب تقرير العلماء في الاتحاد الجيوفيزيائي الأمريكي فإنَّ خفة الحركة والمرونة للروبوتات المقرونة بأجهزة استشعار ستسمح لها بتجنب العقبات والاختيار بين مسارات متعددة وإنشاء خرائط افتراضية للأنفاق والكهوف المدفونة للمشغلين في القاعدة المنزلية.

تقتصر مركبات المريخ التقليدية في الغالب على عبور الأسطح المستوية، ولكن لا يمكن الوصول إلى عدد من مناطق المريخ المثيرة للاهتمام علميًا إلا من خلال عبور التضاريس الوعرة أو النزول تحت الأرض.

لذا تُعتبر “الكلاب” الآلية السيّارة مناسبةً لمثل هذه التحديات، ويمكنها النهوض مرة أخرى حتى لو سقطت.

وقال العلماء خلال العرض التقديمي: “إسقاط الطائرة لا يعني فشل المهمة. يمكن للروبوت أن يصحح نفسه بعد العديد من حوادث السقوط وذلك  بخوارزميات الاسترداد”.

وحسبما أفاد الباحثون فإن كلب المريخ سيكون أيضًا أخف بمقدار 12 مرة تقريبًا من المركبات الجوالة، وسيكون قادرًا على السفر بشكل أسرع، إذ وصل إلى سرعات المشي العادية التي تبلغ 3 أميال في الساعة أي 5 كم/ساعة في أثناء الاختبارات. لتوضيح الأمر أكثر فإن مركبة كيوريوزيتي الجوالة تدور على طول سطح المريخ بسرعة تبلغ 0.09 ميلاً في الساعة أي مايعادل 0.14 كم/ساعة.

 أوسبوت

كلب المريخ المستقل والملقب بـ “أوسبوت” “Au-Spot” هو نسخة معدلة من آلة الاستكشاف “سبوت” الميكانيكية الرباعية الأرجل التي ابتكرتها بوسطن ديناميكس Boston Dynamics للروبوتات.

شارك أكثر من 60 عالمًا ومهندسًا في فريق وحدة الروبوتات المرنة (كوستار) Collaborative SubTerranean Autonomous Resilient Robots (CoSTAR) بتجهيز كلاب أوسبوت بأجهزة استشعار وبرامج متصلة بالشبكة لمساعدتها على مسح بيئة المريخ والتنقل وتخطيطها بأمان واستقلالية.

تعالج كلاب أو سبوت الآلية المدخلات عبر تقنية ليدار Lidar وتعني الاستشعار عن بعد  بنبضات الليزر، وعبر أجهزة الاستشعار البصرية والحرارية والحركة لإنشاء خرائط ثلاثية الأبعاد. يستخدم كلب المريخ الآلي أيضاً الذكاء الاصطناعي لمعرفة الهياكل التي يجب تجنبها، وللتعرف على الأشياء التي قد تكون صاحبة أهمية علمية، بينما تسمح وحدة الاتصالات للروبوت بنقل البيانات إلى السطح أثناء استكشافه لما تحت الأرض.

اختبر أعضاء فريق شركة كوستار كلب أو سبوت في مجموعة من  اختبارات العوائق، ويضعونها لاختبار خطواتها في الأنفاق والممرات، وصعود السلالم.

وفي الأماكن الخارجية التي تشبه تضاريس كوكب المريخ، مثل  أنابيب الحمم البركانية في شمال كاليفورنيا. تظهر هذه العروض التوضيحية أن الروبوتات غير المقيدة يمكنها التنقل حول الصخور ورسم خرائط للكهوف.

لمشاهدة المصدر الأصلي بالانجليزبة اضغط هنا

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى