معابد بلدنا| ما لا تعرفه عن “معبد كلابشة”.. رمز نوبي وتم تفكيكه لهذا السبب
مدينة أسوان تمتاز بجمالها الخلاب والطبيعي، كما تشتهر بكثرة المعابد بها، مثل معبد “كلابشة”، وهو ينسب إلى قرية كلابشة الواقعة على بعد حوالى 57 كم جنوب خزان أسوان، والتى كانت تعرف فى النصوص المصرية القديمة بـ “تلمس” وأصبحت في اليونانية ” تالميس، وقد بنى في فترة الإمبراطور أغسطس وكرس لعبادة الإله ماندوليس بالإضافة إلى أوزوريس وإيزيس.
جزيرة كلابشة تعتبر متحفا مفتوحا، حيث أن الجزيرة تقع جنوب السد العالي بحوالى 500 متر، وتضم 4 معابد أثرية ترجع إلى عصور تاريخية مختلفة هي كلابشة، وبيت الوالي، وقرطاسي، وجرف حسين ، بجانب بعض النقوش الصخرية واللوحات التي عثر عليها في بلاد النوبة.
أما المعبد الرئيسي الذى تعرف به المنطقة فقد شيد فى عهد أغسطس، وقدر للمعبد بعد بناء السد العالي أن يغرق تماما وإلي الأبد، لذلك قام مركز تسجيل الآثار المصرية بالتعاون مع البعثة الألمانية بإتخاذ الخطوات الضرورية لإنقاذ المعبد، فقام مركز تسجيل الآثار المصرية بأعداد نموذج لبيت الولادة الإلهية الذي استحال نقله، أما البعثة الألمانية فرأت تفكيك أحجار المعبد وإختيار موقع جديد يكون في مأمن من إرتفاع منسوب المياه بعد بناء السد، وقد نجحت البعثة الألمانية فى بناء المعبد من جديد في منطقة صخرية مرتفعة خلف السد العالي.
وفي الجانب الجنوبي الغربي لمعبد كلابشة توجد أيضا مقصورة الإله النوبي ددون وتتكون من غرفة صغيرة المنقورة في الصخر وأمامها فناء ذو أعمدة جرانيتية، ويربط بين هذه الأعمدة ستائر حائطية، ويزين مدخل المقصورة مناظر لفرعون غير معروف أسمه يقدم الأضاحي لدون.
كما يوجد في الجانب الجنوبي من معبد كلابشة أيضا متحفا مفتوح وضعت فيه لوحة الملك سيتي الأول التي عثر عليها في إبريم مكسورة إلي أربعة أجزاء، ولوحة الملك بسماتيك الثاني التي قطعت من الجرانيت، وهي تسجل حملة النوبة التي قام بها الملك بسماتيك الثاني في عام 593 ق م، والنقوش الصخرية التي عثر عليها بقرية توماس وتؤرخ ما بين 5000 إلي 3000 ق م، وتتضمن حيوانات مثل الأفيال والغزلان.
ثم نقلت تلك المعابد إليها من أماكنها الأصلية تعرضها للغرق لبناء السد العالى، وسميت بجزيرة كلابشة نسبة إلى معبد كلابشة، وهو المعبد الأكبر الذى نقل إليها مع المعابد الأخرى.
تم البدء في بناء المعبد في عهد الإمبراطور أغسطس منذ عام 30 ق.م إلي 14 م، والمعبد يشبه في تخطيطه تخطيط المعابد المصرية في عصر الدولة الحديثة، وواجهة المعبد تتكون من صرح يتوسطه مدخل يؤدي إلى فناء أمامي، والفناء يؤدي إلي صالة الأساطين وإلى الخلف من هذه الصالة نجد دهليزين يؤديان إلى قدس الأقداس ويحيط بالمعبد، ممر يتضمن الجزء الجنوبي منه بئرا دائرية بها سلم يؤدي إلي قاعة.
ويتضمن المعبد مناظر لمعبودات النوبة المختلفة مثل “ماندوليس المعبود الرئيسي للمعبد وإيزيس وأوزوريس وآمون وشو وحورس وخنوم وبتاح”، كما يتضمن نقوشا ديموطيقية وقبطية ويونانية، بالإضافة إلي مجموعة من المخربشات المسيحية، وكل هذه النقوش تشير إلي المعتقدات المختلفة التي تعاقبت على هذا المعبد.
ولا يمكن لزائر معبد كلابشة أن يغادر قبل أن يشاهد نصين تاريخيين هامين نقشا باللغة اليونانية أولهما يؤرخ لعام 249 م ومنقوش علي واجهة صالة الأساطين، ويتعلق بقرار الوالي الروماني بمنع تربية الخنازير في إطار حرم المعبد، والثاني يسجل انتصار الملك النوبي سيلكو على قبيلة البو ليميز في القرن 16.
اقرا ايضا: اعرف بلدك| كل ما تريد معرفته عن رحلة وزارة الشباب والرياضة للواحات البحرية