كاتب ومقال

دار في خاطري| فرحة لا تنسى

بقلم: ريم السباعي

ريم السباعي

مضت ساعات النهار مسرعة، وأوشكت الشمس على المغيب، فما هي إلا لحظات وتذوب في الأفق البعيد، ومضت تودعنا لتطل علينا في اليوم الجديد، حاملة معها الفرحة والسعادة لكل صغير وكبير، وأتى الغروب ولاح الشفق الاحمر في الأفق، وعلت أصوات المآذن معلنة نداء الحق “الله أكبر”.

انتهت عائلة سحر من أداء صلاة المغرب وجلس الجميع لتناول الإفطار الأخير في شهر رمضان لهذا العام متمنين لبعضهم البعض أن تعود تلك الأيام الطيبة حاملة معها الخير والسلام، وأن يكون الجميع في أحسن حال.

انتهى الإفطار فعلت أصوات المآذن من جديد، ولكن هذه المرة علت بتكبيرات العيد، فراحت سحر البالغة من العمر ستة أعوام، وجميع الأطفال في البيت يرددون التكبيرات بصوت عال، وامتلأ البيت برائحة الكعك والبسكويت.

وعلا ضجيج النساء بالبيت وتداخلت أصواتهن “قلل السكر .. أريد السمن .. أين الدقيق .. راقب الفرن” والأطفال يترددون عليهن يتذوقون ما انتهين منه، أما الرجال فقد جلسوا يتسامرون ويضحكون يتذكرون العيد أيام طفولتهم وهم يحتسون الشاي ويستمعون إلى أغاني العيد المبهجة.

أما سحر والأطفال فقد سافروا إلى عالمهم الساحر ومضوا يخططون للاستمتاع بأيام العيد، فقال وسيم: “أنا لن أنام هذه الليلة حتى نذهب لصلاة العيد”، وقالت نهى: “وأنا سوف ابتاع بالونات كثيرة بالعيدية”، وقال سيف: “أود أن نذهب إلى الحدائق غدا”، أما أمل فقالت: “أريد ارتداء فستان العيد الآن”.

فيما قالت شهد: “أما أنا سأنام باكرا حتى يأتي العيد مسرعا”، أما بالنسبة لسحر فكانت لديها أمنية أكبر من كل هذه الأمنيات، فقالت: “أتمنى أن أرى صديقتي الغالية وجارتي مريم في أول أيام العيد، فلقد سافرت برفقة والديها في رمضان الماضي، وقد أخبرتني قبل سفرها أنهم سيعودون إلى أرض الوطن بعد عام”، فتمنى الجميع أن تعود مريم ووالديها سالمين، فهي صديقتهم أيضا، ويحبونها كثيرا.

وها هي ليلة العيد قد انتصفت، فساد الهدوء على البيت، فلقد نام الأطفال، والنساء إنتهين من أعمالهن، فتجمعت العائلة وراحوا يفكرون كيف يسعدون أبناءهم في أيام العيد.

ومع أذان فجر أول أيام العيد استيقظ جميع من بالبيت حتى الأطفال، فقد استيقظوا وقلوبهم تنبض بالفرح، بدأت تعلو الأصوات شيئا فشيئا، فتبادل الجميع التهاني والأمنيات، وبعدها ذهب الجميع لأداء صلاة الفجر، ومن ثم علت أصوات تكبيرات العيد لتهدأ ثانية عند سماع عبارة “الصلاة جامعة”.

انتهت صلاة العيد وراح الجيران والأصدقاء يتبادلون التهاني، وفي خضم هذا الزحام رأت سحر مريم تقف بعيدا، فصاحت بصوت عال قائلة: مريم، فنظرت مريم إليها وركضت نحوها وعانقتها، فقالت سحر: “حمدا لله على سلامتك”، فقالت مريم: “لقد عدنا مساء أمس، لقد اشتقت إليك”، فقالت مريم: “وأنا أيضا، كل عام وأنتِ بخير”، فقالت سحر: “وانت بخير، أنظري من معي؟! إنهم أبناء وبنات خالاتي وعماتي”، فرحبت بهم مريم، واتفق الجميع على أن يمضوا أيام العيد معا.

عادت سحر وعائلتها إلى البيت، وجلسوا لتناول الإفطار الذي كان عبارة عن الكعك والبسكويت مع الشاي باللبن، ليذهب بعدها الاطفال لارتداء ملابسهم الجديدة، ومن ثم انهالت عليهم العيدية، ثم خرجوا جميعا للتنزه في الحدائق، وبصحبتهم مريم ووالديها.

وأمضى الجميع كبارا وصغارا يوما رائعا في أحضان الطبيعة، سيبقى خالدا في ذاكرتهم مدى الحياة، فأجمل الأيام هي أيام يتجمع فيها الأهل والأصدقاء، حيث الأوقات الممتعة.

اقرأ أيضًا: دار في خاطري| أجمل أيام السنة

نبذة عن الكاتبة:

ريم السباعي

أحد الكتاب الشباب لمنصة كلمتنا

حاصلة على ليسانس آداب في التاريخ من جامعة عين شمس عام 2005

صدر لها مجموعة قصصية بعنوان: رحالة في جزر العجائب

صدر لها رواية بعنوان: ويعود ليلقاها

للتواصل:

[email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى