هل تنتقل اضطرابات القلق من الوالدين إلى الأطفال؟
مع زيادة المشاكل الحياتية اليومية وفي ظل وجود وباء فيروس كورونا وغيره من الأمراض، يبدأ كل من الأب والأم الشعور بالقلق والتوتر، ولكنهم لا يعلمون أنه من الممكن أن تنتقل اضطرابات القلق من الوالدين إلى الأطفال، بحسب ما ذكر موقع (Medical Xpress)، وذلك وفقاً لدراسة جديدة مؤكدة هذا الأمر، فكيف يحدث ذلك؟..
أكدت الدراسة أن الأطفال يكونون أكثر عرضة لتعلم سلوك القلق، فالأبناء يتعلمون سلوك آبائهم والبنات يتعلمون سلوك أمهاتهم، مما يؤكد تعلم الأطفال القلق من والديهم وانتقال القلق إليهم، وذلك طبقاً للدراسة أجريت على 398 طفلاً.
أوضحت الدراسة أنه من الممكن أن يكون لدى الأمهات القلقات بنات قلقات، والآباء القلقون أكثر عرضة لإنجاب أبناء قلقين، وقد وجد الباحثون أن الأطفال الذين يعيشون في بيت لا يوجد به قلق أو توتر أقل عرضة بنسبة 38% للإصابة باضطراب القلق.
كما أشارت إلى أنه يوجد دور قوي للعوامل البيئية في انتقال القلق من الوالدين إلى الأطفال، وأن الأمر لا يقتصر على انتقاله وراثياً فقط، وذلك من خلال ارتباط اضطرابات القلق بالاكتئاب وضعف التحصيل التعليمي والانتحار وتعاطي المخدرات.
قابلة للعلاج
يمكن التخلص من اضطرابات القلق ولكنها تحتاج علاج، فهي قابلة للعلاج، لذلك اقترح الباحثون على الآباء طلب المساعدة فيما يتعلق بقلقهم ليس فقط على أنفسهم، ولكن أيضاً للمحافظة على صحة أطفالهم، وذلك من خلال تقديم نموذج السلوك الشجاع لأطفالهم وشجعهم بلطف على مواجهة المواقف التي قد تكون مثيرة للقلق، وتعليمهم أنهم يمكنهم التعلم منها وليس القلق منها فقط.
كما يجب على الأشخاص الذين يعانون من القلق أن يكون لديهم قائمة بالأشياء التي تساعد على تخفيف القلق والتخلص منه، سواء كانت التأمل أو العلاج أو الأدوية أو طرق الاسترخاء الأخرى، ويجب على الوالدين أن يتشاركوا مع أطفالهم الأشياء التي نجحوا من خلالها في التغلب على اضطرابات القلق.