هل تود أن تكون من الأثرياء؟! هل تخيلت نفسك يوما ثريا لديك من المال ما لا يعد ولا يحصى؟! ماذا تفعل إذا استيقظت يوما ووجدت نفسك مليونيرا؟! ما هو أول شيء تسرع لشرائه؟! هل سيجعلك المال تمتلك كل شيء؟!
من منا لم يتخيل يوما أنه أصبح أغنى إنسان في هذا العالم؟! فكل إنسان يتمنى أن يمتلك الملايين من الأوراق النقدية، فقيرا كان أو غنيا، حتى الأثرياء يتمنون المزيد من الأموال، فمثلما الفقير لديه مطالب يقف المال عائقا أمامها، فالغني أيضا لديه مطالب يقف المال عائقا أمامها ولكن مع اختلاف تلك المطالب عن تلك، فعلى سبيل المثال تجد مطالب الفقير ثيابا جديدة في كل عام أو وجبة شهية في كل شهر، بينما تجد مطالب الغني سيارة جديدة في كل عام، ورحلات إلى باريس وهونولولو.
ولكن هل يستطيع المال شراء كل شيء؟! تخيل معي عزيزي القارئ أنك استيقظت يوما ووجدت نفسك تمتلك عشرة ملايين دولارا أمريكيا، فماذا تفعل؟! فلابد أنك سوف تضع خطة إنفاق محكمة تحقق لك ولعائلتك الراحة والرفاهية، تخيل أنك في اليوم التالي استيقظت فوجدت نفسك لا تستطيع الحراك!! حتى أنك لا تقوى على مغادرة الفراش!!
ماذا تفعل إذا أخبرك الطبيب بأنك بحاجة إلى علاج تكلفته مليونا في كل شهر حتى تستطيع الحراك؟!! أم ماذا تفعل إذا فقدت أحد أبنائك؟!! أو التف حولك الطامعين والفاسدين والمنافقين؟!! فوجدت نفسك تنساق إلى طريق الضلال؟!!، إذن فالمال لن يعيد لك صحتك التي فقدتها، لن يعيد لك عزيز فقدته، لن يدخلك الجنة وانت مثقل بالذنوب والكبائر.
فالمال لا يشتري كل شيء، فالمال لا يشتري الصحة، ولا الروح، ولا الحب، ولا الصداقة، ولا الوفاء، فالمال لا يشتري أرواحا، ولا أعمارا، ولا قصورا في الفردوس الأعلى، ولكنه يشتري كل ما دون ذلك من متاع الدنيا الزائفة الزائلة.
ولكن رغم ذلك فبإمكانك وبكل سهولة أن تصبح أغنى إنسان في هذا العالم، وذلك يتحقق بكلمة سر واحدة، ألا وهي الرضا، فعندما ترضى بما قسمه الله لك، وتحمده وتشكره على فضله عندئذ تكون أغنى أغنياء العالم.
اقرأ أيضًا: دار في خاطري| تفاؤل
نبذة عن الكاتبة
ريم السباعي
أحد الكتاب الشباب لمنصة كلمتنا
حاصلة على ليسانس آداب في التاريخ من جامعة عين شمس عام 2005
صدر لها مجموعة قصصية بعنوان: رحالة في جزر العجائب
صدر لها رواية بعنوان: ويعود ليلقاها
للتواصل:
One Comment