كاتب ومقال

دار في خاطري| فتاة الغروب

بقلم: ريم السباعي

أقبل الصيف بشمسه الدائمة الإشراق، ونهاره الطويل، وليله القصير، وحرارته التي لا تهدأ، وها هي الإجازة الصيفية قد أتت، فالجميع أنهى الامتحانات، فآمل في قضاء صيفا مميزا.

فذهبت برفقة عائلتي إلى مرسى مطروح، فلقد وقع عليها الاختيار لتكون وجهتنا لقضاء الإجازة الصيفية هذا العام، لقد كانت ساعات السفر ممتعة برفقة الشباب من أبناء خالاتي وعماتي الذين يكبرونني بعام أو عامين، ويصغرونني بسنوات قليلة، فلم نشعر بالتعب أو الملل.
وصلنا إلى البيت المطل على البحر، وأمضينا اليوم في ترتيب أغراضنا، وشراء ما يلزمنا، واللعب مع الأطفال الصغار، فقد كان الضجيج هو المسيطر طوال الوقت.

وعلى الرغم من ذلك استطعت الذهاب إلى الشاطئ برفقة أبناء خالاتي وعماتي، وأمضينا وقتا ممتعا بعيدا عن ذلك الضجيج، والأعمال التي لم تنتهي.

وعندما أوشكت الشمس على المغيب، تسللت بمفردي إلى أبعد نقطة في البحر أستطيع الوصول إليها، ووقفت أشاهد الغروب وأنا أسأل نفسي: هل ستأتي اليوم؟! وهل سأراها مجددا؟! فلقد اشتقت إليها كثيرا.

راحت الشمس تذوب في العباب وعندها رأيت فتاتي التي انتظرتها طويلا، ينساب شعرها الذهبي على ظهرها وأكتافها، وكأنه جمع من آخر أشعة للشمس، وترتدي فستانها الأحمر الذي حيك من خيوط الغروب، أسرعت نحوها، فابتعدت، فرحت أحدثها، ولكنها لم ترد كعادتها، واكتفت بتلك الابتسامة الصافية، فاكتفيت بها، فيا لسعادتي أنني سوف أراها كل يوم، من اليوم وحتى خمسة عشر يوما، ويا لحزني فبعدها لن أراها، فأنا لا أعلم لماذا لم يظهر لي ذلك الطيف إلا في البحر عند الغروب؟!!

نبذة عن الكاتبة

ريم السباعي

أحد الكتاب الشباب لمنصة كلمتنا

حاصلة على ليسانس آداب في التاريخ من جامعة عين شمس عام 2005

صدر لها مجموعة قصصية بعنوان: رحالة في جزر العجائب

صدر لها رواية بعنوان: ويعود ليلقاها

للتواصل:

[email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى