كبسولة عم فؤاد| اللي يحبه ربه يحبب فيه خلقه
المثل بيقول اللي يحبه ربه يحبب فيه خلقه، ودا اللي ظهر بوضوح بعد صدمة الوفاة المفاجئة للممثل المصري الشاب مصطفى درويش، صدمة سيطرت على الكل على الرأي العام في مصر، السوشيال ميديا مابقاش لها سيرة غير خبر وفاته، الكل كان حزين والحزن طالع من القلب مش من على اللسان.
الحكاية مش حكاية موت فنان لكن كان موت إنسان شايل كل الخير جواه، حقيقي كان عامل الموت المفاجئ هو اللي صدم الناس في الأول لأن مصطفى كان كويس وقبلها بساعات قليلة كان بيرد على الناس على السوشيال وبينزل بوستات عادي و فجأة الناس لقت خبر موته المفاجئ من غير أي مقدمات.
ودا عشان نرجع بعقولنا ونفتكر الحقيقة الأبدية وإن كلنا ممكن نموت في أقل من لحظة، وإن الموت حق، وكأننا فجأة اكتشفنا أننا ضيوف على وش الأرض وأن الدنيا مش محتاجى كل الصراعات اللي بتحصل دي ولا حرقة الدم لأن الموت بيجي فجأة من غير مقدمات، وفاته كان زلزال من ضمن سلسلة الزلازل اللي بيمر بيها العالم بس الزلزال المرة دي عشان يفكرنا ويهزنا ويفوقنا ويقول لنا لصحوا وفوقوا دا كل حاجة ممكن تروح في ثانية ومش هيبقي غير السيرة الطيبة.
اللي عايز اقوله أن بموت الشخص بتظهر حاجات كتيرة كانت مستخبية ويا بخت اللي كانت حاجاته المستخبية حلوة وسيرته طيبة ودا اللي حصل معاه كأنه فتح باب دعوةحب الخير للناس، فجأة ظهر الخير اللي كان مستخبي عن الناس ومايعرفهاش إلا دايرة صغيرة حواليه ودول اللي كان بيتعاونوا معاه على الحسنة المخفية اللي كان بيرجى منها تجارة مع الله لن تبور.
كان بيعملها بنفسه في أضيق دايرة عشان تبقي بينه وبين ربه مش دعاية ولا فشخرة لكن عطف على المحتاجين ومساعدتهم، فكان بيبقى فرحان بمساعدة الناس أكتر من فرحته بأي عمل فني جديد، فكان راجل خير وله مطعم الفقراء بيأكلهم فيه بالمجان فاتح أبواب مطعمه زي ماعرفنا من المقربين لكل الفقرا والمساكين وكان بيطلع وجبات للناس اللي مش قادرة في الشارع لدرجة أنه كان بيقول لأي حد معدي لو مش هتقدر اتفضل كل وكتب دا على صفحته وقت كورونا وأن المطعم مفتوح لأي حد محتاج.
مصطفى كان شاطر في تجارته مع ربنا فكانت جوه الخير عنده كتيرة منها مساهمته في علاج كتير من الناس ويصرف لهم روشتات أدوية غير مساعدات مادية شهرية كان بيبعتها مع السواق، واهتمامه بالمشردين وكفالة اليتم، ياريت يكون اللي حصل باب للناس عشان تعمل لاخرتها اكتر من دنياها، وتعرف أن التجارة مع ربنا أفضل التجارات الرابحة سوا في الدنيا أو في الآخرة.
القرآن بيقول (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ)، سورة فاطر: الآيات ٢٩_٣٠
الكتاب المقدس بيقول: مَنْ يَرْحَمُ الْفَقِيرَ يُقْرِضُ الرَّبَّ، وَعَنْ مَعْرُوفِهِ يُجَازِيهِ.(أمثال 19: 17)
الله يرحمه مايعظمش على اللي خلقه حقيقي هو راح عن الدنيا لكن هيفضل سيرته وحب الناس ليه دليل على رضا وحب ربنا له، لأن من حبه ربه حبب فيه خلقه.
من كدا ولا اييييييييييييه؟