كاتب ومقال

كبسولة عم فؤاد| اللي بنى مصر

بنت المعز القاهرة.. حتى الصباح ساهرة..
تعدي الأيام والسنين وتفضل القاهرة هي المدينة اللي لا تقارن بغيرها من المدن فكل حاجة فيها فريدة وكل شبر منها له عبق مختلف مش هتلاقي زيه في غيره من المدن.

قالوا عنها هي مصر المحروسة ومدينة الألف مئذنة وجوهرة الشرق وقاهرة المعز، لكن بقي اسم القاهرة اللي اختاره ليها المعز هو أجمل الأسماء اللي أطلقت عليها لأنها قاهرة الأعداء والحروب والنكبات والأزمات.

كلها كام يوم ونحتفل بعيدها القومي اللي هيوافق ذكرى مرور 1055 سنة على إنشائها على إيد القائد جوهر الصقلي بأمر من الخليفة المعز لدين الله الفاطمي، واللي كان أصله حلواني وأصوله بترجع إلى الأرمن في كرواتيا وهناك اتولد وعاش فيها قبل ما ينتقل لصقلية اللي ذاع شهرته فيها وكان شاطر وبارع في عمايل الكنافة قبل ما يتباع مملوك للخليفة المنصور بالله اللي ألحقه بالجيش واترقى فيه لحد ما بقى أشهر قواده.

جوهر برع في الحروب فانتصر على الإخشيديين وأسقط دولتهم وأسس للعصر الفاطمي في مصر وبرع في الفن والمعمار فقرر إنشاء مدينة تكون عاصمة لمصر، لأنها تقهر أعداءها وتكون نموذج رائع متكامل، وفعلا أحسن جوهر الصقلي تصميمها.

ويجي السؤال هو ليه ياترى اتسمت بالاسم دا؟
الأقاويل اختلفت وكانت كتيرة فمثلا بيتقال إن جوهر الصقلي سماها في الأول المنصورية نسبة لمدينة المنصورية اللي أنشأها المنصور بالله أبو المعز وكانت خارج مدينة القيروان، وفضل اسمها المنصورية لحد لما جه المعز إلى مصر فقام مسميها القاهرة على أساس نوع من التفاؤل بأنها هتقهر الدولة العباسية المنافسة للدولة الفاطمية وقتها.

وقالوا جه اسمها كنوع من التبرك بالكوكب القاهر المعروف باسم كوكب المريخ وهو القول الشايع بين المؤرخين، وبعد ما بناها قام محاوطها بسور سميك وأخدت المدينة شكل مستطيلي وكان في كل ضلع من أضلاع السور بابين وماكنش مسموح للعامة بدخولها إلا بإذن خاص وعموما كانت أقرب للحصون عن المدن ومن أشهر أبوابها باب زويلة وباب النصر وباب الفتوح.

وبعد أربع سنين وصل المعز للقاهرة في قافلة ضخمة وجاب معاه رفات آبائه وأجداده وقام عامل لهم مدفن وسماه تربة الزعفران مكان خان الخليلي دلوقتي وكان معجب بالمدينة الجديدة جدا لكن كان مضايقه بعدها عن النيل وفضلت تقوم القاهرة بعد كدا بدورها القيادي لحد سقوط الدولة الفاطمية وكمان في الوقوف أمام المد الصليبي وهجمات المغول.

ويمر عليها الدولة الأيوبية والمملوكية وكمان العثمانية وكمان عصر محمد علي وأسرته وكل مدى بتزداد اتساع ويتبني لها أسوار جديدة ومعالم جديدة وما بقتش القاهرة الفاطمية بس لكن الأيوبية والمملوكية والعثمانية والخديوية والقاهرة الحديثة كمان.

وكل ما تكبر القاهرة وتمر السنين عليها جمالها بيزيد وتنشر عبق التاريخ في جنباتها، ودلوقتي بنحتفل بذكرى مرور 1055 سنة على إنشائها.

فدايما يارب بخير يا بنت المعز ودايما شابة وجميلة وطيبة، وكل ما السنين تعدي عليكي وتكبري بيزيد جمالك ويعلى مقامك.. هي دي بنت المعز اللي ليها في قلوبنا أحلى وأهلى مكان.
مش كدا ولا اييييييييه؟

بقلم
عمرو مرزوق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى