كاتب ومقال

كبسولة عم فؤاد| المال السايب بيعلم السرقة

مكدبوش اللي قالوا إن المال السايب بيعلم السرقة، أن جيتوا للحق المثل دا حقيقي جدًا، بس الكلام دا مش بينطبق على المال السايب لوحده، لكن على الإفراط في كل حاجة زي الإفراط في المعاملات، وفي المشاعر، وفي العطاء، وفي الثقة، وفي الحب، وأكتر حاجة مؤذية هي التوقعات، يعني بالمختصر المفيد، الإفراط في كل الأمور الحياتية.

لازم نعرف أن الإفراط كتير بيوصل للتفريط، وهو أكتر حاجة بتتعب القلب والعقل، عشان كدا لازم نتوقف عنه، لأن في النهاية هتكون النتيجة زيادة التحميل النفسي على قدرات الشخص نفسه، وبالتدريج، ومن غير ما يدري، هيفضل مستمر في زيادة إفراطه في كل أمور حياته، والنتيجة هتكون مواقف محزنة، حتى لو كانت بدايتها مفرحة أو عادية وقتها، بس هتتغير ردود أفعالنا، ويمكن هتكون مبالغ فيها بشكل ملحوظ، وهو اللي هيزود الضغط على قدراته النفسية ويخليه عرضة للاكتئاب أو للتدمير والانهيار النفسي بمنتهى السهولة.

مش معنى كدا أني بقول نبعد عن الناس أو نبقى سلبيين في التعامل معهم، لا، لكن لازم نبقى ضروري نعرف نتعامل مع الناس بإيجابية، لأن الإنسان بطبعه بيحب الحياة الاجتماعية والاحتكاك بغيره من البشر، ودا مادام بيكون في حدود أمانه واستقراره النفسي، لكن للأسف، أوقات بيحصل إيه؟

بنلاقي التعامل بيخلينا نصطدم بمواقف مكناش نتوقعها من ناس معزتهم محفورة في القلب، وشاغلين كل العقل، ومش لاقين منهم غير الحب والتفاني والاحترام في التعامل، عشان كدا لازم نعيش واحنا مش خايفين نوصل لمرحلة التفريط، وعشان نعيش، نعرف إزاي نتعامل صح.

فنحب الناس كلها، لكن نيجي لحد نقطة الثقة ونقف، ما ندّي ثقتنا لكل حد نرتاح له، لأن دا سامحوني هيبقى عبط، عشان كدا بقول نخلي ثقتنا في أضيق الحدود، سامعين؟ أكررها تاني: أضيق الحدود يعني القليل.

واعرف حاجة مهمة أنك تخلي قناعتك أن مهما كانت علاقتك قوية مع الآخرين، إياك إياك تحط لنفسك منزلة عالية في قلوب الناس، وما تتوقعش منهم تضحية عشانك أو حتى معاملة بالمثل، يعني ما تخليش سقف توقعاتك عالي عشان ما يجيش عليك وقت تتصدم فيه ويقع عليك سقف التوقعات وتتصدم، ووقتها الحقيقة هتألمك، وتلاقي نفسك بتهرب من كل اللي حواليك، حتى من نفسك.

يعني نوصل لمرحلة اتزان، فما نديش كل الثقة، وفي الوقت نفسه ما نفرضش الشك وسوء النية في كل حاجة، لكن نبقى معتدلين في كل أمورنا، إياكم تفرطوا في مشاعركم الإنسانية، ولازم تعلموا أن مش كل الناس تستحق المشاعر دي.

هتقولوا طيب الحل يبقى إيه؟ هقول لكم الحل بسيط جدًا، وهو أننا نعمل بالمثل اللي بيقول: “حرص ولا تخون”، صدقوني وقتها بس هتعرفوا تعيشوا وتتعايشوا مع كل الناس والظروف اللي حواليكم.
مش كدا ولا ايييييه؟

بقلم
عمرو مرزوق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى