كاتب ومقال

كبسولة عم فؤاد| متحاولش تبقى حد تاني غير نفسك

أهالينا زمان قالوا: “اللي يربط في رقبته حبل ألف من يسحبه”.. وده بيتقال على اللي يدي غيره الفرصة عشان يسيء ليه أو على اللي بيقلل من قيمة نفسه فيقل في نظر غيره فيتهاون في حقوقه وتكون النتيجة أنه يبقى مستباح لغيره.

لازم نعرف أن طيبة القلب حاجة وأنك تبقى سهل ومنقاد لغيرك حاجة تانية خالص، وتعرف إزاي تتعامل مع اللي حواليك عشان محدش يقدر يفتكرك أو يوصفك بالضعف والتخلف. أنك تبقى طيب ومتسامح حاجة جميلة بس بشرط صغير أن يكون معاها قوة الشخصية وعدم التفريط في الحقوق ولا مس في الكرامة، وإنما تسامح وصفح ورقة التعامل.

خليك واثق من نفسك ملتزم بحدود ربنا ومتحلي بالأخلاق الحميدة وطيبة القلب رحيم ودود لغيرك، وقتها كل الناس تعمل حسابك زي ما أنت بتعمل حسابهم وتقدرهم، وحذاري حذاري من الانقياد الأعمى وامسك في الثقة بالنفس ونميها وكبرها.

وعشان تعرف ده فلازم تبقى مقتنع بأن النفس البشرية دايما بتاخد قراراتها من عاطفتها النابعة من القلب، وأن قرارات القلب مش دايما بيوافق عليها العقل. وعشان يتحقق التوازن ده لازم يكون فيه خلطة سحرية في علاقتنا، مش بس علاقتنا العاطفية لكن في كل علاقتنا الحياتية، ونعترف أن العقل والقلب وجهان لعملة واحدة.

وخلطتنا دي عبارة عن الاستقرار، وأننا نسعى طول الوقت لتحقيق التوازن بين قلبنا وعقولنا، عشان مانبقاش فريسة للتخبط والحيرة بين الإفراط في مشاعرنا وأحاسيسنا وقسوة عقولنا. فلازم نعرف أن العقل والقلب مع بعض هما اللي بيقووا شخصيتنا ويخلوا عندنا ثقة في نفسنا ومش منقادين لآراء حد.

فالعقل محتاج للعاطفة عشان تكون كل حلوله مرنة، والعاطفة محتاجة للعقل عشان تحجم قراراته وتكبح جماحه. لازم نوازن بين الحلول اللي عندنا وبين المتاح لينا، وبكده نكون نجحنا في تحقيق خلطتنا السحرية.

الخلاصة بقى أنك لازم تخلي قراراتك تكون أنت في الأول والآخر راضي عليها وكمان تكون نابعة من عقلك نتيجة لتفكيرك أنت وكمان راضي عنها لأنها نابعة من قلبك أنت. اسمع صوت قلبك، وبعد كل ده إياك تكتفي بمحاولات إرضاء الكل والانقياد الأعمى ليهم.

مافيش حاجة أسوأ من عدم الثقة بالنفس، ومافيش حاجة تهد ثقة الإنسان بنفسه أكبر من جهله بيها، وأعظمها الجهل بالنفس وتردده في اتخاذ قراراته. فبثقتك بنفسك تقدر تفهم الكل حدوده وفين بينتهي عالمهم ويبدأ العالم بتاعك عشان محدش يعتدي عليها.

خد قراراتك بنفسك ولنفسك وماتغيرش حياتك عشان شخص، ومادمت أنت صح ومش بتضر حد، تقدر بشخصيتك تغير ألف شخص وساعتها بقى هتكون كسبت حياتك وثقتك بنفسك.
مش كده ولا إيييييييييه؟

بقلم
عمرو مرزوق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى