كلمة ورد غطاها| هل سيتفوق الذكاء الاصطناعي على الذكاء البشري؟
هل سيتفوق الذكاء الاصطناعي على الذكاء البشري؟
سؤال يتردد كثيرًا، خاصة بعد استخدام تطبيقاته المتعددة وأشهرها ChatGPT بواسطة ملايين من البشر، حيث لمس أغلبهم كيف أن هذه التطبيقات تستطيع بسرعة كبيرة أن تقدم إجابات أو تعد محتوى جديدًا يصيبهم بالدهشة والانبهار.
فالذكاء البشري بحسب التعريف الموجود في موقع ويكيبيديا، هو مصطلح يشمل القدرات العقلية المتعلقة بالقدرة على التحليل، والتخطيط، وحل المشاكل، وبناء الاستنتاجات، وسرعة التصرف. كما يشمل القدرة على التفكير المجرد، وجمع وتنسيق الأفكار، والتقاط اللغات، وسرعة التعلم. كما يتضمن أيضًا حسب بعض العلماء القدرة على الإحساس وإبداء المشاعر وفهم مشاعر الآخرين.
ولذلك فإن ما يقدمه الذكاء الاصطناعي من نتائج قد تتفوق على البشر ببساطة، لأن الذكاء الاصطناعي يستطيع في ثوانٍ معدودة إجراء عمليات المقارنة والتحليل والاستنتاج لكمية مهولة من البيانات والمعلومات لا يستطيع العقل البشري الطبيعي الإلمام بها وتذكرها. وهنا، ومع التطور الكبير والسريع في حجم تلك البيانات وكذا أيضًا في قدرات الخوارزميات – البرمجيات – العاملة عليها، فإن النتائج قد توحي بأنه قد تفوق على الذكاء البشري بالفعل.
الحقيقة أن الذكاء البشري، وكما جاء في التعريف السابق، لا يشمل فقط العمليات العقلية التي تقوم على معالجة البيانات واتخاذ القرارات، بل يشمل أيضًا جوانب أخرى متعلقة بالإبداع والإلهام والذكاء الاجتماعي، وهي جوانب يصعب على أنظمة الذكاء الاصطناعي وخوارزمياته أن تلم بها وتتصرف في إطارها، على الأقل في خلال السنوات القليلة المقبلة. وعليه، فإن الإجابة البسيطة للسؤال في عنوان هذا المقال ليست بالأمر الهين أو السهل، فهي معقدة وصعبة وتعتمد على التطوير المستقبلي، والتي أراها في تقديري المتواضع لن تكون بهذه السهولة. فالعقل البشري من خلال تلك الجوانب الثلاث لا يزال قادرًا على إبهار البشر والخروج بنتائج لا يتوقعونها في أحيان كثيرة.
وحتى وإن حدث هذا في المستقبل، فأصبحت تلك الأدوات قادرة على محاكاة العقل البشري بجوانبه المختلفة، فإن النتائج الجامدة الصادرة عنها ستكون بلا روح، حتى وإن حاولت تلك الأنظمة محاكاة الروح البشرية.
قد تكون الإجابة النهائية على هذه الجدلية في الآية 73 من سورة الحج، حيث يقول المولى عز وجل: بسم الله الرحمن الرحيم “يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ ۚ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ ۖ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ۚ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ” صدق الله العظيم.
فإذا كان الأمر كذلك مع الذباب، فما بال العقل الذي هو أغلى ما كرم الله الإنسان به؟