قهوة العلوم

هل تصدق أن الموسيقى والفن يمكنهما علاجك؟.. اعرف التفاصيل

لما تحمله الموسيقى من تأثيرٍ ساحر يخترق روح الإنسان دون إرادة، فقد اشتهر العلاج بالموسيقى حول العالم منذ قديم الزمان، يتبعه دارسة لموسيقى من أجل العلاج الجسدي والنفسي.

العلاج بالموسيقى

في القرن العشرين عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية، امتلأت المستشفيات بالناجين من أقسى الحروب التي شهدها التاريخ، فلجأ الأطباء إلى العلاج الروحي نتيجة للآثار التي خلفتها الحرب.

فكان العلاج بالموسيقى هو الدواء الشافي آنذاك، حيث بدأ بتخفيف القلق والتوتر والخوف وصولًا إلى تأثيرها الساحر على الأمراض الجسدية وأخرى نفسية، فالموسيقى تخاطب العقل والمشاعر باختلاف أنواعها والآلات الموسيقية المستخدمة.

تخصص مجموعة من العلماء في دراسة تفصيلية للموسيقى بشكل احترافي وحصلوا على درجة البكالوريوس في العلاج بالموسيقى، أو شهادة من أحد معاهد المعالجة الموسيقية، لتبدأ معالجة المرضى بالموسيقى.

الموسيقى

تساهم الموسيقى في استرخاء الجسد الأمر الذي يؤدي بدوره إلى معالجة المريض النفسي عن طريق استحضار آلامه ومواجهة ما يعاني منه بسلاسة، وهي طريقة غير مباشرة تمكن الطبيب النفسي تشخيص المريض وبدء مرحلة العلاج.

كما يحرص الأطباء على الاستعانة بالمقطوعات الموسيقية المفضلة للمريض، كما يقوم الطبيب أحيانًا بعزف موسيقى خاصة تبعًا لحالة المريض، بالإضافة إلى أنه وقد يعلمه كيفية العزف على آلة معينة.

كما تحسن الموسيقى من حالة مريض الزهايمر، فعند سماع موسيقى معينة يستحضر بعض الذكريات والمواقف المرتبطة بتلك الأغنية، الأمر الذي يقلل من كدة الضيق الذي يشعر به ويسهل عليه تذكر الناس ومن ثم التواصل معهم.

تسلل الموسيقى إلى الجسد

أثبتت عدة دراسات أن استماع المريض للموسيقى قبل العلميات الجراحية يخفف من حدة التوتر والقلق التي تنتابه، كما أنه لا يحتاج إلى كمية من المخدر للغياب عن الوعي، حيث تقلل الموسيقى من مستويات هرمون الكورتيزول أي هرمون التوتر، الأمر الذي يجعلها علاج فعال بديلًا للدواء.

كما قام باحثون بتطبيق الموسيقى العلاجية على 42 طفلًا يعانون من الألم، ليتفاجيء الباحثون بنتيجة غير متوقعة على الإطلاق، فالأطفال الذين استمعوا إلى الموسيقى انخفضت حدة آلامهم مقارنة بأولئك الذين لم يتعرضوا للموسيقى، فالترددات الصوتية التي يمتصها الجسم تخفف أعراض الاكتئاب والآلام المختلفة.

بالإضافة إلى أن الموسيقى ترتبط بمرضى التوحد ارتباطًا مذهل، حيث أثبتت الدراسات أنها تساعدهم على تنمية بعض المهارات اللفظية أوالفعلية بالإضافة تحسين مستوى الإدراك.

أما عندما يفقد الإنسان النطق، يقوم الأطباء بتعرض المريض للموسيقى التي ينتبه إليها الجانب الأيمن، ثم يبدأ في محاولة إرسال إشارة إلى الجزء الأيسر المسؤول عن فقدان النطق التي ترسل بدورها إلى السان حتى يتفاعل مع الموسيقى بشكل تدريجي وقد يصل الأمر إلى استعادة النطق بشكل كامل.

وأشهر مقطوعات الموسيقى العلاجية التي يمكنك الاستماع إليها، هي للموسيقار الألمانيبيتهوفنالذي فقد حاسة السمع عندما بلغ 27 عامًا، ولكن لم يكن ذلك عائقًا عن تأليفه للموسيقى، كما كان يعاني من اضطراب ثنائي القطب فيجتاح قلبه سعادة عارمة ثم يليها نوبات اكتئاب، الأمر الذي جعل موسيقاه هي الأنسب للعلاج، بس حالته المضطربة؛ حيث تلائم مختلف الأمراض والشعور رُغم أنه لم يسمعها قط، ولكن كانت روحه هي من تقوده.

فأحيانًا عند سماع موسيقى محددة تتسلل إلى مشاعرك، يتنتاب جسدك قشعريرة تجهل مصدرها، فما هي إلا استجابة الجسم الفسيولوجية إلى نغمات الموسيقى، فهي اتصال روحي غير مرئي لكنه يحمل من السحر ما يجعله سبيل للشفاء.

الموسيقى

اقرأ أيضًا: ترغب في دراسة الموسيقى .. إليك كل ما تحتاج معرفته عن “الكونسرفاتوار”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى