قهوة العلوم

في اليوم الدولي للسكان الأصليين.. كيف أنقذوا غابات الأمازون؟

كتبت: أمنية أحمد

السكان الأصليينلقب اشتهر منذ قرون طويلة، عُرف أهله بالثقافات الفريدة وطقوس لم يشهدها العالم من قبل، حتى رافقهم الفقر والتهميش والتنمر لدرجة أن أغلبية سكان العالم لم يعوا بوجودهم على الإطلاق، ولكن رُغم اختلافهم إلا إنهم افتقدوا جميعًا حماية حقوقهم الإنسانية، ومن هنا انطلقاليوم الدولي للسكان الأصليينالذي يوافق 9 أغسطس من كل عام.

اليوم الدولي للسكان الأصليين

تبعًا لإحصاءات الأمم المتحدة، فإن 90 دولة في العالم، يعيش على أرضها وبين شعوبها سكان أصليين، حتى وإن كان ليس علنيًا ولم يعرف مواطنين الدولة بأولئك المهمشين، فإن أكثر من 476 مليون من السكان الأصليين يجتاحون العالم، حيث يمثلون 6.2% من سكانه.

فهم سكان ذات لغات فريدة، تربطهم علاقة وطيدة بأراضيهم مهما حاول البعض انتزاعها من قلوبهم، على الرغم من أن أغلبهم يخضع للسلطة النهائية للحكومات المركزية، التي بدورها تتحكم وتسيطر على أراضيها وأقاليمها وكذلك مواردها.

من هنا قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة، في 23 ديسمبر 1994 أن تقرر يوم 9 أغسطس من كل عام، هو اليوم الدولي للسكان الأصليين، الذي يعد ذكرى تاريخ أول اجتماع للفريق العامل المعني بالسكان الأصليين، التابع للجنة الفرعية لتعزيز وحماية حقوق الإنسان.

للسكان الأصليين

اقرأ أيضًا: في اليوم العالمي للنمور.. هل الانقراض يهدد تحقيق أهداف التنمية المستدامة؟

في أي بقعة يتواجد السكان الأصليين؟

السكان الأصليين هم أناس كانوا ذوي وطن وأرض، عاشوا في بقعة معينة من العالم منذ مئات السنين، قبل أن يجتاح الاستعمار حدودها ويستوطنها، حيث سكنوا آسيا والأمريكيتين وأستراليا، لعل أشهرهمالهنود الحمرالذي سمع عنهم العالم خرافات وأساطير وحكايات طويلة.

ولكن هل اعتقدت يومًا أن العالم العربي يحمل على أرضه وبين شعوبه فئات وطوائف من السكان الأصليين؟

ففي جنوب العراق يعيشالمعدانالذين يعد موطنهم الأصليالأهوار، وفي فلسطين يمكث بدوالجهالينبالضفة الغربية، وصولًا إلى الآشوريون في إيران والعراق بالإضافة إلى سوريا وتركيا، وغيرهم حول العالم مخبأ خلف حصن يسكن قلوبهم، رغم التمهيش والاضطهاد والفقر والمرض الذي يعاني منه تلك الشعوب، إلا أنهم ما زالوا يحاربون من أجل الإنسانية، والحصول على حقوقهم كغيرهم من البشر حول العالم.

للسكان الأصليين

فمعظم السكان الأصليين لم يسكنوا المدينة بل في هم عزلة تمامًا عن أهل البلد في عالم آخر يكاد يحاكي الكون بعيون أخرى، فقد أخذوا من الطبيعة والغابات بيوتًا وسكنًا لهم، حيث يشتهرون بطقوس غير تقليدية على الإطلاق، غريبة وفريدة على مجتمعاتنا إلى درجة الذهول، كما أن مظهرهم وملابسهم بعيدة كل البعد عنا، ولكن هناك ما يجمعنا رغم اختلاف البلاد والثقافات، وهي الدفاع عن المسكن والبيت، حتى ولو كان يتمثل ذلك فيالغابات، التي تعني لهم الحياة.

ولكن ماذا إذا كانتالغاباتمهددة بالإزالة والحرائق المهولة، والسكان الأصليين يعيشون تحت ظلها وبين أشجارها؟ هل هم مهددون بالانقراض؟

للسكان الأصليين

اقرأ أيضًا: من الاحتباس الحراري إلى التطرف المناخي.. هل أصبح الإنسان عدوًا للبيئة؟

خطر إزالة الغابات يهدد السكان الأصليين

الغابات هي المأوى والوطن للسكان الأصليين، إزالتها تعني انقراضهم، فهي آخر آمالهم وطوق النجاة، الأمر الذي قد يبدو غريبًا للبعض، ولكن في ظل إزالة الغابات، والحرائق التي تتعرض لها، فهي تشكل خطرًا على حياة السكان الأصليين.

ناهيك عن الفقر وانعدام الرعاية الصحية في تلك القرى التي يعد انتشار فيروس كورونا فيها بمثابة الموت، الذي قد يمحي الأقليات منهم، ولكن أزمة الغابات هي الشاغل الأعظم لهم في ظل تغير المناخ، وزيادة حرائق الغابات وخطر إزالتها.

للسكان الأصليين

أشهرهم غابات الأمازون في البرازيل، الذي يقطنها نحو 900 ألف نسمة من السكان الأصليين، لذا فكان من الضروري اللجوء لحل ينقذ أرواح أولئك البشر للمرة الأخيرة، فكانت التكنولوجيا هي السبيل.

فباستخدام الأقمار الصناعية، تم توزيع نواقليو إس بيتحتوي على صور من الأقمار الصناعية ومعلومات منجي بي إسلأشخاص معينين من قرى السكان الأصليين، تم تكليفهم بمراقبة الغابات، ثم يحمّلون المعلومات على تطبيقات خاصة عبر الهواتف، من أجل إرشاد الدوريات إلى مواقع تمت فيها إزالة أحراج.

الأمر الذي يؤدي إلى إبعاد مرتكبي تلك الجريمة بوسائل خاصة، أو الاستعانة بقوات الأمن أحيانًا، فالهدف الرئيسي الذي يكمن وراء ذلك الأمر، هو تسليم تلك المعلومات العامة عن إزالة الغابات، إلى الجهات المعنية الأكثر تضررًا، التي يمكنها التصدي لتلك الجريمة التي تهدد حياة السكان الأصليين.

للسكان الأصليين

الأمر الذي أدى إلى تراجع عملية إزالة الغابات بنسبة 52% في عمليات إزالة الأحراج سنة 2018، و21% سنة 2019، وهو يعني إنقاذ مايقرب من 456 هكتارًا من الغابات الاستوائية، وبالتالي تفادي 234 ألف طن من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، الذي يضر الغلاف الجوي ويسبب الاحتباس الحراري.

فحتى وإن لم يعترف العالم بالسكان الأصليين فهم السبيل نحو إنقاذ البيئة، الأمر الذي يؤدي إلى الحد من التغير المناخي القاسي، والحفاظ على الغابات من خطر الإزالة، ومن ثم الحرائق، من أجل استمرارية وجود السكان الأصليين وإزالة خطر الانقراض الذي يهدد حياتهم، فإن كنت تظن أنهم ينقذون أنفسهم، فهم ينقذون العالم.

للسكان الأصليين

اقرأ أيضًا: يجب حل مشكلة الاحتباس الحراري قبل 2025.. تحذير أممي من عواقب كارثية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى