من ابن بطوطة لمشرفة.. 4 علماء عرب تركوا بصمة مؤثرة على مر التاريخ
عرف العرب دومًا بريادتهم في العلم، واشتهروا كأبرز العلماء على مر التاريخ، فساهموا في وضع قواعد علمية في مجالات عدة، بني على أساسها تطورات العصر الحديث والتكنولوجيا والاختراعات المختلفة، وكذلك مَلك أولئك العلماء مفتاح بوابة الثورة الرقمية وصولًا إلى الابتكارات الحديثة التي يشهدها العالم في الآونة الأخيرة، لذا لم يؤثر هؤلاء العلماء في الماضي فقط وأنما كانت أفكارهم هي المستقبل والحياة.
لذا تقدم لك منصة “كلمتنا” في السطور التالية أبرز العلماء العرب الذين تركوا بصمة مؤثرة على مر التاريخ:
1- إسحاق الكندي:
وهو “أبو يوسف يعقوب بن إسحاق الكندي“، أحد علماء العرب البارزين، ولد عام 805 م، وبرع في الفلك والفلسفة والكيمياء والرياضيات وعلم النفس، كما وضع أول سلم للموسيقى العربية.
حمل الجنسية العراقية، وكان يعيش في الكوفة مع أسرته، وعقب وفاة والده والي الكوفة سافر بصحبة والدته إلى البصرة ليتعلم “علم الكلام” الذي يعتبر بمثابة علم الفلسفة، ثم بعد ثلاث سنوات انتقل إلى بغداد.
فكان يجول هنا وهناك بحثًا عن الثقافة والعلم، فعرف بحبه الشديد لقراءة الكتب المترجمة كما أصر على تعلم اللغتين السريانية واليونانية، حتى أصبحت له مدرسة في الترجمة تعتمد على سهولة الفهم دون اللجوء إلى ركاكة التعبير لتبسيط الترجمة، فاستطاع نشر الفلسفة اليونانية القديمة وترجمتها للغة العربية وإضافة مفردات فلسفية إليها.
وبعد سنوات من الدراسة والبحث، وضع منهج الرياضيات الذي يعتبر قاعدة أساسية لعلم الهندسة والموسيقى، كما كان له دور بارز وعظيم في نشر النظام الهندي للترقيم في أوروبا والشرق الأوسط.
ولحبه الشديد للكتب والسعي، وحثه دومًا على نشر العلم والثقافة، كتب أكثر من 260 كتاب في مجالات مختلفة ليدون تاريخ وقواعد هامة يرجع إليها البشر بحثًا عن العلم حتى رحل عن عالمنا عام 873م.
اقرأ أيضًا: هل حقًا اخترع “الجزري” أول روبوت في التاريخ قبل 8 قرون؟ .. اعرف الحقيقة
2- ابن النفيس:
هو الملقب ب “القرشي“، ويعتبر أحد علماء الطب المسلمين الذين ساهموا في تطور البشرية على مر التاريخ، كما يعتبر من أهم رواد علم وظائف الأعضاء البشرية، ومن أهم وأبرز اكتشافاته “الدورة الدموية الصغرى“.
وهو “أبو الحسن علاء الدين علي بن أبي حزم“، كان عالمًا وطبيبًا ومؤلفًا، ولد في دمشق عام 1210 م، كما درس الفقه الشافعي والطب في دمشق، حتى أصبح له منهجه الخاص في التشريح والعلاج، ثم عين رئيسًا لأطباء مصر وكان الطبيب الخاص للظاهر بيبرس، وحتى هذه اللحظة يرجع العلماء لنظرياته عندما تواجههم بعض الصعوبات.
حيث قام بشرح مفصل للأوعية الشعرية والحويصلات الهوائية، كما أعلن عن العلاقة التي تربط بين الدماغ والعين وأثبت أن الهواء يتجدد عن طريق الرئة، بالإضافة إلى أنه دعا إلى دراسة التشريح المقارن لفهم التشريح البشري، ويعتبر بدوره أول من تحدث عن الأخطار التي تربط تناول الملح بارتفاع ضغط الدم.
كما اشتهر بمؤلفات عدة أبرزها “المهذب في الكل المجرب” الذي يتناول طب العيون، وكتاب “شرح تشريح القانون” الذي وصف فيه الدورة الدموية الصغرى بتفصيل دقيق، وكتاب “الشامل في الصناعة الطبية” الذي يعد أبرز موسوعة طبية في التاريخ، حيث يحمل معلومات هامة عن الطب والصيدلة.
ولكن عاصر ابن النّفيس احتلال المغول لبغداد وتدميرهم لمكتباتها، مما أدى إلى ضياع العديد من مؤلفات ابن النفيس، وبقي في مصر حتى وفاته عام 1288م عن عمر يناهز ثمانين عامًا.
اقرأ أيضًا: تعرف على العالم “ابن النفيس” مكتشف الدورة الدموية الصغرى
3- ابن بطوطة:
هو المستكشف والرحال والمؤرخ المغربي ” محمد بن عبدالله بن محمد اللواتي الطنجي“، الذي لقب ب “أمير الرحالة” ولد في مدينة طنجة المغربية عام 1304م.
طاف إبن بطوطة أكثر من 40 دولة حول العالم، فتجول من المغرب إلى مصر والشام والعراق وغيرها من المدن، حتى وصل إلى مكة المكرمة وأدى فريضة الحج، وبدأ يجول في العالم الإسلامي حتى استغرقت استكشفاته 28 عامًا.
سجل رحلاته الطويلة في النهاية في كتاب“الرحلة“، الذي يعد كنزًا من كنوز التاريخ القديم لما يحمله من وصفًا دقيقًا لبلاد خطتها قدماه، كما ترجم لعدة لغات منها الإنجليزية والفرنسية والألمانية والبرتغالية، وألف كتاب آخر حاز على شهرة واسعة وهو “تحفة النظار في غرائب الأمطار وعجائب الأسفار” الذي خصصه للعجائب والغرائب.
رحل إبن بطوطة عن عالمنا عام 1377م بمدينة مراكش، ولقبته جمعية كمبردج ب “أمير الرحالين المسلمين“، حيث أفنى حياته بحثًا عن العلم والمعلومات الجغرافيا الصادقة من أجل نفع العالم أجمع.
اقرأ أيضًا: ماذا تعرف عن نظرية مركزية الشمس التي حاربها رجال القرون القديمة؟
4- علي مصطفى مشرفة:
لقب ب “آينشتاين العرب“، ويعتبر واحدًا من أهم العلماء الذي شاركوا في أبحاث الفيزياء الكمية والنظرية النسبية منذ نشاتها، كما كانت له عدة دراسات في مجال الرياضيات التطبيقية والذرة وميكانيكا الكم.
ولد العالم علي مصطفى مشرفة عام 1898 في مدينة دمياط المصرية، ولتفوقه المدرسي في الرياضيات تم إرساله من وزارة التعليم المصرية إلى جامعة نوتنجهام، ليحصل بدوره على منحة تعليمية أخرى آنذاك لإكمال دراسته في جامعة كينج في لندن، حتى حصل على درجة الدكتوراه في العلوم عام 1924، ليصبح بدوره أول مصري يحصل على تلك المرتبة.
ثم عاد إلى مصر وبعد ترقيات سريعة غير متوقعة في مجاله، شغل منصب أستاذ الرياضيات التطبيقية في كلية العلوم التابعة لجامعة القاهرة، ثم عين كعميد تلك الكلية، ليصبح أول مصري يشغل ذلك المنصب.
كما نادى باستخدام الصناعات الذرية والنووية في مصر، واستطاع أن يضيف نظريات جديدة لتفسير الإشعاع وعلاقته بالسرعة، كما اقترح أفكارًا مبتكرة حول إمكانية صنع قنبلة هيدروجينية، واعتبر أول من قام ببحوث إيجاد مقياس للفراغ، حيث تقدر عدد أبحاثه بحوالي 24 بحثًا، بالإضافة إلى عدد كبير من الكتب أشهرها:
- الهندسة الوصفية.
- الميكانيكا العلمية والنظرية.
- العلم والحياة.
- الذرة والقنابل الذرية.
رحل عنا العالم علي مصطفى مشرفة عام 1950، إثر تعرضه لأزمة قلبية، مخلفًا وراءه بحوثًا ودراسات ساهمت في التطور والتكنولوجيا الحديثة بشتى الطرق وفي مجالات مختلفة.
اقرأ أيضًا: هل حقا الخوارزمي أسس علم الجبر؟.. بردية مصرية تكشف الحقيقة