إن قرار تربية الحيوانات الأليفة في المنزل، موضوع يطرح باستمرار بين أغلبية العائلات، فالبعض يرحب بها والآخر يرفض الأمر رفضًا تامًا، لما يحمله من مسؤولية وعبء جديد على الأسرة، على الرغم من إلحاح الأطفال المستمر لامتلاك حيوان ما.
لكن يا عزيزتي أنتِ في الغالب قد تفكرين في مدى مسؤولية الأمر والفوضى التي ستعم أرجاء المنزل بسبب هذا الحيوان الأليف، ولكن لماذا لا ننظر إلى هذا القرار نظرة إيجابية؟ بمعنى كيف ستؤثر تربية الحيوانات الأليفة في المنزل على أطفالكِ؟
ولأن هذا النقاش من أكثر ما يدور بين العائلة ويخلق مشاحنات كثيرة، تخبرك منصة “كلمتنا” في هذا المقال بتأثير تربية الحيوان الأليف برفقة أطفالكِ.
ما هو رأي علماء النفس في تربية حيوان أليف؟
في الستينيات لاحظ عالم النفس “بوريس ليفينسون” أن خلال جلسات علاج الأطفال من مشاكل التواصل، عندما يتعاملون مع كلبه، يشعرون براحة نفسية كما يصبحون أكثر استرخاءً وتزداد معدلات تحسنهم.
من هذه الملاحظة بدأ ليفينسون الاهتمام بالدراسات التي تدور حول التأثير الإيجابي للكلب على صحة الطفل فضلًا عن لياقته النفسية، فببساطة الحيوان الأليف يقدم للطفل حبًا غير مشروطًا على الإطلاق كما أنهم يشعرون بهم بشكل لا يصدق، فضلًا عن مساعدة الحيوانات الأليفة للمرضى، لذلك فإن هذه العلاقة هي أداة لوقاية الطفل من مختلف المشكلات نفسية والاجتماعية.
“لا يوجد شيء مثل الكيمياء التي تجمع بين الحيوانات والأطفال، كأنها سحر له خصائص علاجية”.
إليزابيث أندرسون
اقرأ أيضًا: كيف يمكنكِ غرس مهارات “التعاون” في طفلك الصغير؟
كيف تؤثر تربية الحيوانات الأليفة على أطفالك؟
1. الحيوان الأليف يجعل طفلك يتحمل المسؤولية، وهي من أهم الأمور التي على الطفل اكتسابها لأنها ستؤثر على مستقبله بشكل كبير، فمن خلال تحمل الطفل مسؤولية اهتمام رعاية الحيوان الأليف، سيزيد ذلك من ثقته بنفسه وبالتالي سيؤثر عليه بشكل إيجابي ويتعلم أهمية وضرورة تحمل المسؤولية.
2. تربية حيوان أليف في المنزل يساعد طفلك يا عزيزتي على تفريغ مشاعره، فعن طريق المتحدث مع الحيوان، يستطيع الصغير إخباره بمشاعره وما يحزنه ويغضبه وما يجعله سعيدًا، أي سيستطيع الطفل التعبير عن مشاعره ببساطة، كما ستساعد تربية حيوان أليف تنمية مهارات الطفل اللغوية وكذلك مهارات النطق، لأن الحيوان الأليف سيكون دافعاً لكي يتحدث الطفل باستمرار.
3. سيتعلم الطفل الرحمة والحنان من خلال تربية الحيوان الأليف، فسيعزز داخله الشعور بالآخرين ومن ثم التعاطف معهم، فعن طريق اهتمام الطفل بالحيوان سيبدأ الاهتمام فإذا كان حيوانه جائع أو مريض وهكذا، وهو الأمر الذي سيجعله يبحث عن وسيلة تساعد حيوانه الأليف ليكون مطمئنًا، وهو الأمر الذي سينعكس على الطفل بشكل إيجابي وسيعزز تعاطفه مع من حوله.
اقرأ أيضًا: يختبيء صغيرك من العالم الخارجي؟.. إليكِ كيفية تعزيز ثقة الطفل بنفسه
4. تربية الحيوانات الأليفة ستساهم في تعزيز صحة طفلك، فقد أثبتت الدراسات أنها تساعد الأطفال على تقليل ضغط الدم فضلًا عن التوتر والقلق، كما تساعد الحيوانات الألفية الطفل الذي يعاني من اضطراب ما بعد الصدمة، كما تمنع طفلكِ من الإصابة بالحساسية، دعيني أخبرك كيف:
تعمل الحيوانات الأليفة على تقوية الجهاز المناعي للطفل، فهذه الحيوانات تقوم بلعق الأطفال، الأمر الذي ينقل إليهم بعض البكتيريا والتي تتواجد في أفواه الحيوانات، وهو الأمر الذي يجعل الجهاز المناعي للطفل يشكل مناعة ضد عددًا كبيرًا من أنواع الحساسية.
5. تساعد الحيوانات الأليفة على تعزيز أواصل العائلة، لأنها في الغالب تكون محور حديث الأسرة والنشاطات الأسرية التي يقوم بها أفراد العائلة، مثل التنزه بالحيوان الأليف، أو اللعب برفقته في المنزل وغيرها من الأنشطة، لذلك فهي تقوي الروابط الأسرية.
6. تنمي الحيوانات الأليفة داخل الطفل حب المشاركة، من خلال اللعب والتنزه مع الحيوان، أو من خلال حديث الأطفال عن حيوانهم الأليف مع الآخرين، لذلك يتمكن طفلك من التأقلم مع الآخرين والمشاركة مع من حولهم بسهولة.
اقرأ أيضًا: 5 حلول مبتكرة لتنمية تفكير طفلكِ ومهاراته
نصائح قبل اقتناء حيوان أليف:
1. القراءة عن الحيوان الذي ترغب في اقتناءه.
2. قم باختيار حيوان قادر على التعايش في الظروف الجوية المحيطة.
3. إذا كان عمر أطفالك يتراوح بين 4 : 5 سنوات أو ربما أقل، فيناسبهم القطط أكثر من الكلاب.
4. استشير الطبيب البيطري عن ماهية احتياجات الحيوان الذي ترغب في تربيته.
5. تأكد أنك قادر ماديًا على الاعتناء بحيوان أليف.
6. لابد من معرفة مواعيد التطعيمات الخاصة بحيوانك الأليف من أجل المحافظة على صحته.
اقرأ أيضًا: كيف يمكنكِ زرع ثقافة حب القراءة داخل قلب طفلكِ؟