أهذا هو حقا زماننا؟! أهو لا يناسبنا؟! أم نحن من لا نناسبه؟! هل كل ما يحدث في أيامنا أمورا طبيعية؟! أترى ما هي الأسباب والدوافع حتى نصل إلى هذا الحد؟! أتراه البعد عن الله؟! أم تفكك الأسرة؟! أم سوء الأحوال الإقتصادية و الإجتماعية؟! أما ما يعرض على الشاشات من عنف ورذائل يدعي أصحابها أنها فناً؟!
لقد تغيرت الأيام وتبدلت الأحوال وانتشر العنف وسادت القسوة وكأن الرحمة قد انتزعت من قلوب البشر، لقد أصبحت الجرائم والرذائل هي الحلول المثلى لأي مشكلة في هذا الكون، فلطالما قلت بأن الله عز وجل عندما يبتلي إنسان لن يغلق في وجهه جميع السبل إلا سبيلا واحدا هو سبيل الجريمة.
فعلى سبيل المثال لن يبتلى الله إنسانا بمرض عضال يحتاج علاجه إلى الكثير من المال، ثم يقدر عليه في ماله، ومن ثم توصد السبل إلى كسب المال الحلال ويبقى سبيلا واحدا هو السرقة، لا! إن السبل ليست موصدة، ولكن سبيل السرقة هو الأسهل، أيضا عندما يجد المرء من يؤذيه فإن قتل ذلك المؤذي ما هو إلا لجوء إلى ايسر السبل للخلاص من الأذى.
أما بالنسبة لما يحدث في أيامنا هذه أصبح فيه اللجوء إلى الجرائم لأسباب وخلافات غالبا ما تكون بسيطة، ولكن الجريمة أصبحت مظهرا شبه طبيعيا، وأصبح السلاح في يد الصغير والكبير، وأصبح القتل يحدث في المدارس والجامعات، وأصبحت السرقة والاختطاف علنيا وفي وضح النهار، ولقد قلت الشهامة والمروءة.
إذا نظرنا إلى سبب وصولنا إلى هذا الحد من التدني الأخلاقي فنجد أنه ليس سببا واحدا، بل أسباب كثيرة، أولها البعد عن الله، فلقد نسي الإنسان أو تناسى أن الله يراه، أو ربما لا يدري بوجوده من الأساس، وذلك لأن الأسر لم تعد تهتم بتعليم أبنائها التعاليم الدينية، فقد أصبح الإهتمام الأكبر هو تعليمهم ما يدر عليهم المال في المستقبل، فلقد قل معرفة الكثير بأمور دينهم، بالإضافة إلى انتشار المفاهيم الدينية الخاطئة.
والسبب الثاني وهو لا يبعد كثيرا عن السبب الأول وهو إهمال الأسرة للأبناء، وذلك إما لتفكيك الأسرة بسبب كثرة الطلاق، أما بسب الخلافات السرمدية داخل الأسرة، أو بسبب إنشغال الآباء والأمهات الدائم في العمل فلا وقت لديهم للتربية.
السبب الثالث هو ما يشاهده الناس في كل صباح وكل مساء على شاشات التلفاز من مشاهد للعنف ورذائل، وكأنها أصبحت شرطا أساسيا لقبول عرض تلك الأعمال، والهدف منها بالطبع لا يخفى عن الجميع ألا وهو تدمير عقول الشباب، وبث الفساد في نفوسهم.
وبالإضافة إلى كل ما سبق فإن سوء الأحوال الاقتصادية يعد سببا هاما في انتشار الجرائم وهذا ما يثبته التاريخ على مر الأزمان.
وهنا لابد من وقفة حاسمة، لابد من نشر المبادئ الدينية الصحيحة، إصلاح مسار الشباب، ولابد من عقاب رادع للمجرمين، فلقد أصبحنا على حافة الهاوية فهل نستيقظ قبل فوات الأوان؟!
نبذة عن الكاتبة
ريم السباعي
أحد الكتاب الشباب لمنصة كلمتنا
حاصلة على ليسانس آداب في التاريخ من جامعة عين شمس عام 2005
صدر لها مجموعة قصصية بعنوان: رحالة في جزر العجائب
صدر لها رواية بعنوان: ويعود ليلقاها
للتواصل: