كاتب ومقال

كلمة ورد غطاها| الاستثمار الملائكي

“الاستثمار الملائكي” من المصطلحات المعروفة في مجال الاقتصاد والاستثمار Angel Investment، وتعريفه ببساطة أنه الاستثمار الذي يقوم به الأشخاص الأثرياء من خلال تقديم تمويل للشركات الصغيرة الناشئة. ويستخدم لفظ “ملاك” Angel لوصف هذا المستثمر، والذي يقوم بالمخاطرة من خلال تمويل تلك المشروعات من أمواله الخاصة بدلاً من الأسلوب التقليدي للاستثمار، والذي يتم من خلال مؤسسات تمويل واستثمار، وعادة ما يكون موجهاً إلى مشروعات أو شركات مضمونة ومستقرة بالفعل بغية زيادة أرباحها وتوسيع حجمها السوقي.

ولا يقتصر الدعم على توفير التمويل وحسب، بل يشمل أيضاً إعطاء النصائح والاستشارات لتلك الشركات لمحاولة تعديل مسارها لتحقق النمو والأرباح المتوقعة، خاصة أن التمويل والفكرة يعتبران أكبر معوق أمام الشركات الناشئة وأحد أهم أسباب فشلها وإخفاقها.

يتم ذلك، وفي المقابل يحصل المستثمر الملائكي على حصة في تلك الشركة، كما يشارك أيضاً في إجراءات تقليل الخسائر أو تخارج تلك الشركة حال إخفاقها لأي سبب كان. والحقيقة أن هذا النموذج يتكرر كثيراً، أي إن المستثمر الواحد قد يكون ملائكياً بالنسبة لعدد كبير من المشروعات والشركات قد تصل إلى عدة مئات.

وبالرغم من أن الاستثمار الملائكي كفكرة أو مبدأ يمكن أن يطبق في أي نوع من أنواع الشركات والاستثمارات، إلا أن أشهر الحالات مرتبطة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات مثل محرك البحث الشهير جوجل Google ومنصة التواصل الاجتماعي الأشهر فيسبوك Facebook ومنصة الحجز السياحي الشهيرة إير بي إن بي Airbnb ومنصات التجارة الإلكترونية الشهيرة مثل أمازون Amazon وإي باي eBay وغيرها.

ومع الوقت، يتزايد هذا النوع من الاستثمار مقارنة بالاستثمار التقليدي – استثمار المخاطر أو ما يطلق عليه استثمار رأس المال المخاطر – ويتركز في عدد من المجالات هي الرعاية الصحية بنسبة 24%، يليها تجارة التجزئة بنسبة 17%، ثم البرمجيات بنسبة 16%، ثم التكنولوجيا الحيوية بنسبة 9.3%، ثم الصناعة والطاقة بنسبة 9.1%، ثم التكنولوجيا المالية بنسبة 7%، وذلك طبقا لتقرير صادر عن الحالة في عام 2022 عن مركز أبحاث المشاريع The Center for Venture Research التابع لجامعة نيوهامبشاير بالولايات المتحدة الأمريكية.

ولأننا بشر، أي لسنا ملائكة ولسنا شياطين، فإن هؤلاء المستثمرين يصرون على الاستحواذ على نسبة بين 20% إلى 50% من تلك الشركات الناشئة، وهي نسبة عالية، ولكنهم يعتمدون بقوة على ما يقدمونه من دعم، وهو أمر مقبول يجعل العلاقة بين المستثمر الملائكي وبين رواد الأعمال في الشركة الناشئة هي علاقة فوز متبادل Win-Win. نتمنى أن نرى منها نماذج كثيرة في منطقتنا العربية أيضاً.

بقلم
المهندس زياد عبد التواب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى