قهوة العلوم

هل تعاني من اضطراب القلق؟.. إليك كيفية مواجهته

منذ ظهور البشرية وما إن بدأ الإنسان يعي ما تعنيه كلمةشعور، أصبح بإمكانه تفسير السعادة والحزن وأيضًا القلق، الذي يلازم الكائن البشري بفطرته الطبيعية، القلق حول الحياة، المستقبل، وأحيانًا مواقف محددة، ولكن بعض الناس يعانون من قلق مفرط طوال الوقت تجاه كل شيء، الأمر الذي قد يتحول إلى اضطراب مرضي، يقلب حياتك رأسًا على عقب ويفقدك لذة الحياة.

هل شعرت يومًا بأن القلق يوثر على مجرى حياتك، فيمنعك من أن تعيش حياة طبيعية، ويجعل التوتر يتربع على عرش لحظاتك دائمًا؟

لا داعي أن تقلق أيضًا وأنت تقرأ تلك السطور، فأنت تستطيع حقًا التخلص من ذلك الاضطراب المؤلم نفسيًا، ولكن دعنا نصطحبك في رحلة قصيرة نحو شبح القلق، وصولًا إلى كيفية التخلص منه وخروجه من عالمك، لتعود إلى الحياة من جديد، تستمع بلحظاتها وتقدسها دون القلق المفرط الذي يفسد تلك الأوقات السعيدة.

اضطراب القلق العام

إن القلق أمر صحي، إذا كان يتعلق بالأسرة والأطفال، أو الوظيفة والمستقبل أو المشكلات الطارئة وغيرها من الأسباب، أما النوع الآخر من القلق، هو ذلك الذي يجتاح قلبك وعقلك في آنٍ واحد، على سبيل المثال الخوف الدائم من حدوث أي مشكلة، أو حادثة مفزعة أو الخوف من فقدان أحد المقربين، الأمر الذي يسيطر على المرء بشكل مخيف مؤذي، يعيقه عن القيام بالمهام اليومية بشكل طبيعي.

بسبب تفاقم حدة القلق، حيث يفقد المريض شعور الأمان نحو ذاته وغيره، الأمر الذي يجعله لا إراديًا يحاول الاطمئنان على أسرته وأحبائه بشكل دائم من أجل التأكد من سلامتهم وكأنه بذلك يمنع حدوث مكروه ما.

كما يحتل اضطراب القلق قائمة الأمراض النفسية الأكثر حدوثًا، ويعد واحدًا من أكثر الأمراض العقلية انتشارًا في العالم، بالإضافة إلى أنه إحدى مسببات الاكتئاب بشكل قوي.

هل علينا أن نتوقف قليلًا عند نسبة الإصابة باضطراب القلق؟

حسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية فإن 416 مليون إلى 615 مليون شخص أصيبوا بالقلق بين عامي 1990 و2013، أي بنسبة 50% تقريبًا، كما أنه يصيب نحو 5 أشخاص من بين 100 شخص.

تبدأ أعراض القلق في الظهور، في سن المراهقة أو سن البلوغ، لكن نسبة إصابة النساء باضطراب القلق هي تقريباً ضعف نسبة الرجال، وهو ما كشفته الدراسات البحثية حول العالم.

قد يرجع سبب إصابة النساء بهذا الاضطراب أكثر من الرجال، إلى بعض الاختلافات في كيمياء الدماغ بالإضافة إلى تقلبات الهرمونات، كما أن المرأة أكثر عرضة للإجهاد، بسبب ضغوطات الحياة اليومية.

اقرأ أيضًا: كيف تتعامل مع طفل ال ADHD؟

هل تعرضت يومًا لإحدى المواقف التالية؟

عندما يلاحظ الشخص قلقه المفرط تجاه كل شيء وبشكل مزمن، أول ما قد يخطر بباله هو السبب وراء إصابته بهذا الاضطراب، لذا علينا العودة إلى مرحلة الطفولة قليلًا.

أثبتت الدراسات أن نشأة الطفل غير السوية وإساءة معاملته، والقسوة الشديدة التي قد يتعرض لها، يجعل هذا الشخص يكبر وهو يحمل اضطراب القلق برفقته يلازمه كظله تمامًا.

وفيما يخص العائلة أيضًا، فإن أحد أسباب الإصابة بأمراض اضطراب القلق، قد يكون عامل وراثي، إذا كان أحد أفراد العائلة عانى من اضطرابات القلق بالفعل، هو ما يزيد فرصة إصابتك به.

أحيانًا أخرى يعد إدمان التبغ أو الكافيين بوابتك نحو عالم القلق والتوتر بشكل مستمر، وللأسف إذا شعر الشخص أنه قلق بعض الشيء أو يجتاح جسده التوتر، يهرول نحو الكافيين أو التبغ من أجل تهدئه مشاعرهم قليلًا، لكن الكارثة تكمن في أن تلك المواد تزيد من القلق والتوتر ولا تقلله أبدًا.

أما إذا شعرت بأنك ليس على ما يرام، مستهلك ومجهد، أو تمر بموقف مرهق أو حالة نفسية غير مستقرة، سواء كان ذلك على المستوى الشخصي أو المهني، فقد تصاب باضطراب القلق.

فأحيانًا يعتقد المصاب بالقلق، أن هواجسه التي تسيطر على عقله، قد تمكنه من حماية نفسه من الصدمات، لأنه بالفعل توقعها بسيناريو خيالي دار في عقله، لكنه ليس حقيقي على الإطلاق، فإن الحقيقة تغلب الواقع دومًا مهما وصلت مشاعرك إلى حد التفهم.

ماذا يشعر المصاب عند التعرض لنوبة قلق؟

سبيلك نحو التخلص من اضطراب القلق

في غرفة شبه مظلمة، يمكث أحدهم على الأريكة المقابلة للمرآة، وعلامات القلق تكسو ملامحه، دقات قلبه تكاد تُسمع، صداع شديد وتعرقًا يشق طريقه نحو جسده بسبب التوتر، كما أن هناك آلام تجتاح معدته بسبب اضطراب الجهاز الهضمي، وفقد التركيز تمامًا لأنه لم يستطع الخلود إلى النوم منذ ما يقرب من 48 ساعة“.

ذلك المشهد بالتحديد، شعر به ملايين المصابين حول العالم بسبب مواقف مؤلمة، خوف مرضي أو هواجس ليس لها أساس من الصحة، الأمر الذي يفقد المصاب متعة الحياة، ويعيش داخل هالة مظلمة تأكل روحه يومًا بعض الآخر، لذا ألم يحين وقت العلاج؟

للتخلص من اضطراب القلق والقضاء عليه، يمكنك إتباع علاج نفسي ودوائي، ويتمثل الأخير في أدوية مضادة للقلق والاكتئاب، التي تؤثرعلى عمل الناقلات العصبية، التي تعمل على نشوء وتطور اضطرابات القلق.

أما العلاج النفسي فيتمثل في زيارة الطبيب النفسي والحديث معه عما يحمله قلبك ومخاوفك التي تقلقك وتثير توترك بشكل دائم.

كما عليك تنظيم وقت نومك، وحاول الاستيقاظ في العاشرة صباحًا والنوم قبل منتصف الليل، كما ينبغي عليك ممارسة بعض التمارين الرياضية التي من شأنها أن تخفف وطأة التوتر لديك وعلى رأس تلك الرياضات هياليوجاللاسترخاء والتأمل لصفاء الذهن.

يمكنك أيضًا الاستماع كثيرًا إلى الموسيقى الهادئة وقراءة بعض الكتب، وقبل النوم احرص على الاستحمام بماء دافئ.

عليك تجنب الكافيين والتبغ، لأنهم عوامل خطيرة تساعد جسدك على إفراز هرمون التوتر، وما سيعيد رحلة علاجك إلى نقطة الصفر.

أذهب دومًا إلى حيث تفضل، فإذا كنت من عشاق الطبيعة الخضراء يمكنك جعلها وجهتك الصباحية مع فطور لذيذ، أو اللجوء إليها ليلً اللاسترخاء والهدوء، أما إذا كنت من عشاق البحر، اجعله رفيق دربك وصندوق أسرارك، تحدث إليه دائمًا واجعل نسمات هوائه تتسلل داخل قلبك تزيل همومك وآلامك قليلًا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى