طارق إمام.. مصري في قائمة “البوكر” ويكشف عن روايته المقبلة
مع إعلان الجائزة العالمية للرواية العربية عن الروايات المرشحة للقائمة القصيرة في دورتها الخامسة عشرة، جاءت الاختيارات مبشرة وهي “ماكيت القاهرة” لطارق إمام، و”دلشاد – سيرة الجوع والشبع” لبشرى خلفان، و”يوميات روز” لريم الكمالي، و”الخط الأبيض من الليل” لخالد النصرالله، و”خبز على طاولة الخال ميلاد” لمحمد النعّاس، و”أسير البرتغاليين” لمحسن الوكيلي.
يعد طارق إمام المرشح في القائمة الطويلة، من أصحاب الأقلام البديعة، وعن روايته “ماكيت القاهرة” يقول إنها رافقته طويلاً منذ بزغت لبنتها الأولى فكرة قبل أكثر من عشر سنوات، في أعقاب قيام ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011.
ويضيف إمام: “ألهمتني اللحظة بالشروع في رواية عن العلاقة المُراوِحة للفنان بالمدينة والسلطة، ليس السياسية فقط، بل والفنية أيضاً، والتساؤل مجدداً حول دور الفنان والفن، بل وجعل الفن نفسه سؤالاً للفن”.
بحسب تصريحات لموقع الجائزة يؤكد طارق إمام، أن أحداث الرواية فعلاً يومياً متجدداً، لأن الواقع الخارجي كان يُعدِّل الواقع الروائي ويغذيه أثناء الكتابة ذاتها، لتُطوِّر الرواية من نفسها وتستعصي على الاكتمال كلما ظن أنه أوشك على إتمامها، متابعا: “صدرت لي أعمالٌ أخرى خلال انشغالي بروايتي “ماكيت القاهرة” ككتابٍ لا ينتهي. وربما كانت إشكالية ثورة يناير أنها لحظة تاريخية من جهة لكن لم تدخل التاريخ بعد من جهة أخرى، فكل ما تلاها كان يحيل إليها ليجددها كحاضر، ومن هنا كانت صعوبة إتمام نص أشعر أن الواقع نفسه يرفض أن يُغلق قوسه، ما دفعني للتساؤل عن الزمن نفسه داخل الرواية”.
وعن شعوره تجاه روايته يضيف إمام: “أعتبر روايتي هذه، الحلم الذي تمنيته وشككتُ في تحققه أكثر مما تيقنت منه، حتى أنني عندما تلقيت نسختها الأولى المطبوعة لم أصدق أنها صارت بالفعل كتاباً!”.
عن الفترة الزمنية التي استغرقتها كتابة روايته البديعة يقول طارق إمام: “ظللتُ أكتب وأتوقف ثم أعود للمشروع، بين رجاءٍ ويأس، لكن الكتابة النهائية للرواية استغرقت عاماً كاملاً من الكتابة المتصلة هو 2020، كما شهدت اعتماد هذه السنة كحاضرٍ روائي. ومن الطريف أنني لسنوات كنت أعتمد كل عام جديد باعتباره زمن الحاضر الروائي (حيث تضم الرواية زمنين آخرين هما 2011 و 2045)، ثم أُعدِّل السنة في “الدرافت” التالي مع الدخول في عام جديد من أجل التفاعل مع سمات اللحظة الحاضرة”.
يتابع إمام أن وباء “كوفيد 19” ظهر خلفية الرواية رغم أنه لم يكن له وجود في مخطوطات سابقة كونه لم يكن له من وجود في العالم نفسه! كونه يلاحق تطورات لاهثة تشهدها اللحظة مثل “العاصمة الجديدة”، التي وإن كانت فكرة قديمة، قائمة دائماً، وكانت حاضرة في الرواية من البداية، إلا أنها في ذلك العام بالتحديد صارت حقيقة واقعة ومنحتني زوايا جديدة في التناول.
استقبال القراء:
بحفاوة معتادة، استقبل الكثير من القراء رواية طارق إمام، لدرجة جعلت صاحبها يصف استقبالها وانتشارها بأنه “صادم”، الرواية حققت نجاحاً نقدياً كبيراً ترجمته دراسات ومقالات ومراجعات مصرية وعربية عديدة، لكن المثير أنها أيضاً حققت رواجاً تجارياً كبيراً وظلت منذ صدورها ضمن قوائم الأعلى مبيعاً سواء في المكتبات أو في معارض الكتاب.
طارق إمام كاتبا للتاريخ:
يدور مشروع الكاتب طارق إمام، حول عمل عن الشاعر السكندري الإيطالي “جوزيب أونجاريتي”، وهي رواية تاريخية ترصد طبيعة علاقة الفرد المراوح على مستوى الهوية بمدينةٍ مراوحةٍ بدورها، في لحظة تاريخية خاصة كانت الإسكندرية فيها تخلع رداء المدينة الكوزموبوليتانية لتكتسب هويةً جديدة.
ويضيف: “هذا المشروع أحد أحلامي، وهو متصل برواية سابقة لي هي “الحياة الثانية لقسطنطين كفافيس” (2012)، ليس كجزءٍ ثان له، لكن كتعميق للسؤال حول علاقة الفرد/ الشاعر/ نصف المصري نصف الأجنبي بالمكان، وعلاقة ذلك بالفعل الشعري نفسه وبالسؤال الوجودي لشخصٍ مغترب في مدينةٍ مغتربة”.
تعد جائزة البوكر من الجوائز القيمة، إذ يحصل كل من المرشّحين الستة في القائمة القصيرة على عشرة آلاف دولار، كما يحصل الفائز بالجائزة على خمسين ألف دولار إضافية، وسيجري الإعلان عن الرواية الفائزة بالجائزة في 22 مايو.