خروجتنا

حكاية شارع| أرميني بنى سور القاهرة.. من أرشيف بدر الدين الجمالي

تشتهر القاهرة بوجود عدد من الأماكن الأثرية والتاريخية الجميلة، والتي يبلغ عمر البعض منها آلاف الأعوام، ومن هذه الأماكن الشهيرة شارع أمير الجيوش والذي يقع في الجزء الجنوبي الغربي من القاهرة الفاطمية، وتقدم لكم منصة كلمتنا في التقرير التالي تاريخ شارع أمير الجيوش والسر وراء تسميته بهذا الاسم.

يبدأ شارع أمير الجيوش من ميدان باب الشعرية وينتهي في شارع المعز لدين الله الفاطمي بالقرب من باب الفتوح، ويعتبر نشاط الشارع الأبرز هو تجارة الأواني المعدنية والبلاستيكية، ويعتبر أمير الجيوش من أقدم شوارع القاهرة الفاطمية، ومؤسسه هو القائد بدر الدين الجمالية مجدد القاهرة الفاطمية.

كان بدر الدين الجمالي مملوكا أرمينياً، ثم اعتق وترقى حتى أصبح أمير الجيوش في الشام، استدعاه الخليفة المستنصر من الشام ليوليه الوزارة في عام 173م إبان الشدة المستنصرية، وهي من الأزمات التي كادت تودي بدولة المستنصر.

وكان على بدر الدين الجمالي مواجهة عدد من الأزمات مثل الصراعات بين فصائل الجيش التركية والأفريقية، وهجمات من البربر على الدلتا ومجاعة مستمرة بسبب انخفاض مستوى النيل وأوبئة ومجاعات، واستيلاء السلاجقة على أجزاء من الشام، وكانت مصر مهددة من كل النواحي.

أعاد بدر الدين الجمالي بناء سور القاهرة لتقويته ولزيادة مساحة القاهرة، خاصة بعد سكنه بها هو وجنوده أيضا ليدخل فيها جامع الحاكم الذي بناه الخليفة الحاكم بأمر الله خارج أسورها، وأصبحت القاهرة مدينة دفاعية مسورة لصد هجمات السلاجقة المحتملة عليها، وقد بقيت أجزاء من هذا السور وبعض أبوابه الشهيرة مثل باب النصر وباب الفتوح وباب زويلة.

واستطاع بدر الدين الجمالي التخلص من قادة الفتنة ودعاة الثورة، وبدأ في إعادة النظام إلى القاهرة وفرض الأمن والسكينة في ربوعها، وامتدت يده إلى بقية أقاليم مصر فأعاد الهدوء والاستقرار إليها، وضرب على يد العابثين والخارجين، وبسط نفوذ الخليفة في جميع أرجاء البلاد، وفي الوقت نفسه قام بتنظيم شئون الدولة وإنعاش اقتصادها، فشجع الفلاحين على الزراعة برفع جميع الأعباء المالية عنهم، وأصلح الترع والجسور، وأدى انتظام الزراعة إلى وفرة الإنتاج وتراجع الأسعار، وكان لاستتباب الأمن دور مهم في تنشيط حركة التجارة في مصر، وتوافد التجار عليها من كل مكان.

وبعد حياة حافلة بالإنجازات توفى بدر الدين الجمالي سنة 1094م، وترك ابنا هو الأفضل أبو القاسم، والذي أصبح هو الآخر وزير الخلفاء الفاطميين المستنصر بالله والمستعلي بالله والآمر بأحكام الله.

اقرأ ايضاً: حكاية شارع| المعز لدين الله.. أتقن هذه اللغات وبنى أشهر مساجد القاهرة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى