«القرموط الجري».. السمكة التي قدسها المصريين القدماء واعتبروها رمزًا للدناسة
كتبت: أماني فريد
كان المصري القديم يعتبر «القرموط» مقدسا ورمزا للخير والخصوبة، وقد شيدت له المعابد ونقش على جدرانها في العصور الأولى مثل الدولة القديمة، لكن في العصور المتأخرة تحول من التقديس ليصبح رمزا للدناسة، وارتباطه بأساطير كثيرة، منها أسطورة «إيزيس و أوزوريس»، في إطار ذلك تقدم لكم اليوم منصة كلمتنا نبذة عن إحدى رموز مصر القديمة.
أسطورة إيزيس وأوزوريس
كان أوزوريس يحكم الأرض، لذلك قام أخوه «ست» بقتله لطمعه في الوصول للحكم وبالفعل نحجت خطته وتم القضاء على «أوزوريس» وقام بتقطيع جسده إلى أجزاء وألقى بها في نهر النيل باستثناء جزء واحد الذي أكله الأسماك وكان من ضمنها سمكة «القرموط»، ومن هنا حرم أكل السمك في مصر القديمة، كما أنه كان محرم أيضا في بلاد النوبة.
“أن النوبي الأصيل لا يأكل من سمك القرموط الجري حتى وأن كان سيموت من الجوع”.
فكان يعتقد أهل النوبة، أن جد النوبيين الأول في بداية تكوين الأرض هو الذي وجد هذه الأرض ليعمرها آدم الأصلي حسب الأسطورة تمهيدا لاستقبال البشر في الدنيا، لكن لم يمهله القدر وجاءت سمك القرموط كبيرة الحجم وأكلته، ومنذ ذلك اليوم لايزال النوبي محرم عليه أكل هذه السمكة، ولكن لم يمنع هذا الاعتقاد من وجود رسومات للأسماك على جدران المعابد.
تقديس القراميط
وجدت الكثير من الآثار المحنطة للأسماك على جدران المقابر في مصر القديمة لاعتقادهم بأنها ترمز للخير وأيضا للبعث وإعادة الحياة مره أخرى، وكانت ترمز سمكة القرموط إلى زيادة فرص الزواج للفتيات الباحثين عن فرص الزواج والإنجاب، ويقومون باحتضان القراميط وذلك وفق معتقداتهم المتوارثة.
كما لعبت سمكة القرموط الجري دورا هاما أيضا في حياة الصيادين المصريين، فهي اتخذت نفس دور رغيف العيش في حياة المصريين المزارعين فكان القرموط وجبتهم الأساسية، ولو قمنا بتلخيص مصر القديمة بكلمة لكانت حبة القمح رمزا «للثورة الزراعية»، وبالنسبه لمصر الأولى لكانت الكلمة هي «سمكة القرموط».
اقرأ أيضًا: السر في المزاج.. لماذا كان القدماء المصريين مهوسين بالقطط؟