“فرج فودة” .. الكاتب الذي تسببت كلماته وآراءه في اغتياله
أسماء هنداوي:
كاتب مصري تميزت آراءه وأفكاره بالشجاعة، كما أثارت كتاباته جدلًا، ذلك الأمر الذي جعله مختلفًا عن الآخرين.
ولكن محاربته لمدعي الإسلام كانت السبب في قتله واغتياله، ليصبح ضحية آرائه وكلماته.
أنه فرج فودة الكاتب والناشط في مجال حقوق الإنسان، الذي ولد عام 1946 في مدينة دمياط، وحصل على الماجستير في الاقتصاد الزراعي.
كما حصل على الدكتوراة في الفلسفة من جامعة عين شمس المصرية، وعمل أستاذًا للزراعة، بالإضافة إلى أنه كتب العديد من الكتب.
إلى جانب أنه كان يكتب المقالات بشكل دوري في مجلة أكتوبر المصرية.
تمرد ودفاع
كان فودة يشدد على أهمية فصل الدين عن السياسة والدولة، كما كان يدافع عن العلمانية، وظهر ذلك واضحًا في الكثير من مقالاته.
ذلك الأمر الذي تم اعتباره تمردًا منه، ولكنه أكد أنه يدافع عن الإسلام من أيدي الإسلاميين المتعصبين.
وكانت مقالاته السبب في وضعه في صراعات مستمرة مع الكثير من الخصوم، الذين وجدوا تحريضًا في أفكاره.
كما شارك فودة في تأسيس حزب الوفد الجديد، ولكنه لم يستمر فيه بعدما تحالف الحزب مع مرشحي الإخوان المسلمين لإنتخابات البرلمان.
فلقد رأى فرج أنهم خطرًا حقيقيًا على الدولة.
لذلك قرر تأسيس حزب جديد، ولكنه لم يستطيع الحصول على ترخيص لذلك، وتم رفض كل محاولاته.
ثم ترشح للانتخابات ولكنه لم يستطع الفوز فيها، ليبدأ بعدها في العمل على نشر آرائه الخاصة في كتبه ومقالاته الصحفية.
فكتب 12 كتابًا باللغة العربية، تحدث فيها عن أهمية فصل الدين والدولة، والفرق الجوهري بين الإسلامي والدولة الإسلامية.
ذلك الأمر الذي أثار جدلًا واسعًا بين العديد الذين رأوا أنه يجب أسلمة الدولة كلها.
كما لقت الكتب اهتمامًا كبيرًا، فلقد طبع بعضها أكثر من مرة، وتم تدريس بعضها في الجامعات والمعاهد.
أما عن أبرز مؤلفاته:
في عام 1984 نشر فودة أولى مؤلفاته تحت مسمى “قبل السقوط”، والذي تحدث فيه عن عيوب الإسلام السياسي.
وأوضح فيه الفرق بين إسلام الدين وإسلام الدولة، مؤكدًا أن فكرة اليوتوبيا المجتمعية هي فكرة مستحيلة حتى لو قامت على حكم ديني خالص.
وفي نفس العام نشر فودة كتاب “الحقيقة الغائبة” الذي وثق فيه العديد من الأحداث، وتبرئة الإسلام من أولئك الذين يحاولون نسب ما يريدون إليه، من أجل تضليل العالم الإسلامي كما يريدون.
وفي عام 1984 ألف كتابين هما “الطائفية إلى أين” بالاشتراك مع يونان لبيب رزق وخليل عبد الكريم.
وكتاب “الملعوب” الذي تحدث فيه عن الصفقات التي مارسها بعض الرأسماليين وشركات توظيف الأموال تحت راية الدين.
بالإضافة إلى استغلالهم الشعب وانقياده الأعمى للفتاوي الدينية.
وفي عام 1987 طرح كتاب “حوار إلى العلمانية” الذي تحدث فيه عن فكرة الديمقراطية والعلمانية.
وأيضًا كتاب “النذير” الذي ناقش فيه مشوار الإسلام السياسي في فترة الثمانينات بعد مقتل الرئيس المصري أنور السادات
كما تناول في كتابه نمو الحركة الإسلامية ما بين عامي 1982 حتى 1987.
أما كتاب “حتى لا يكون كلامًا في الهواء” لقد تضمن مجموعة من مقالاته الصحفية المتفرقة.
ثم نشر بعدها عدة كتب أخرى وهي ” الإرهاب”، و”حوارات حول الشريعة”، و”زواج المتعة”، و”نكون أو لا نكون”.
مناظرة ثم اغتيال
في عام 1992 كان آخر ظهور لفرج فودة في مناظرة “مصر بين الدولة الإسلامية والدولة المدنية”.
تلك المناظرة الشهيرة التي أقامتها الهيئة العامة للكتاب في مصر، وكانت السبب الأكبر والمحرض لقتل فرج فودة.
وبعد 5 أشهر من المناظرة في 8 يونيو 1992، عندما كان فودة خارجًا من مكتبه أطلق عليه شخصان يركبان دراجة النار.
ليصاب هو وابنه وصديقه بإصابات بالغة وخطيرة، وتم نقلهم إلى المستشفى.
وفي عملية وصلت لـ 6 ساعات متواصلة حاول الجراحون إنقاذ حياته، إلا أنه لم ينجو، وتوفي في المستشفى.
وبعد وفاته أكدت التحقيقات أن فودة كان مراقبًا قبل الهجوم بعدة أسابيع.
واعترف القاتل بأنه قتل فودة بسبب فتوى الدكتور عمر عبد الرحمن مفتي الجماعة الإسلامية بقتل المرتد في عام 1986.
كما أعلنت أيضًا الجماعة الإسلامية مسئوليتها الكاملة عن مقتل فودة في بيان لها، واتهمته بالإلحاد والارتداد عن الإسلام.
ولكن دافعت ابنته عنه مؤكدة أن والدها كان مفكرًا مسلمًا، وأن ما قام به كان دفاعًا عن الإسلام من الذين يتاجرون بالدين.
ومن أشهر أقوال فرج فودة:
1. يعلم الله أنني ما فعلت شيئًا إلا من أجل وطني.
“تلك الجملة التي قالها فودة وهو يحتضر بعد اغتياله”.
2. إن فصل الدين عن السياسة وأمور الحكم، إنما يحقق صالح الدين وصالح السياسة معًا.
3. إذا كان تدهور مستوى المعيشة في بلادنا من الله لترك شرعه الصحيح، فما القول في ارتفاع مستوى المعيشة في دول الغرب!
يمكنك تحميل والإطلاع على كتب فرج فودة .. من هنا
اقرأ أيضًا: جبران خليل جبران.. طفولة الشاعر البائس وقصة الحب العذري