معالم القاهرة الفاطمية| باب زويلة صرح تاريخي شاهد على إنتهاء الدولة المملوكية
تعد مدينة القاهرة من المدن العربية والإسلامية العريقة والقديمة التي لا نظير لها، وكعادة المدن القديمة كانت محاطة بسور قديم من الطوب اللبن ذي ثماني بوابات ضخمة وهي الفتوح والنصر وزويلة والفرج والمحروق وبرقية وسعادة وقنطرة، وفي سلسلة أبواب القاهرة تصحبكم منصة كلمتنا في رحلة اليوم إلى الباب الثالث وهو باب زويلة.
سبب التسمية
سمي هذا الباب بهذا الاسم نسبة إلى قبلية زويلة وهي قبيلة تعود أصولها إلى البربر من شمال القارة الأفريقية، وانضم جنود هذه القبيلة إلى جيش جوهر الصقلي الذي كان متجهًا لفتح مصر، وسكنت هذه القبيلة بالقرب من البوابة، ولباب زويلة اسم آخر وهو “بوابة المتولي” وذلك نسبة لمتولي الحسبة في العصر الفاطمي والذي كان يجلس عندها لتحصيل الضرائب، ويسود اعتقاد شعبي لدى سكان المنطقة بأن روح “المتولي” تسكن عند البوابة.
شهرة زويلة
وترجع الشهرة التي اكتسبها باب زويلة إلى أنه تميز بكونه مكانًا لتعليق رؤوس الرسل الذين أرسلهم هولاكو قائد التتار لتهديد مصر، كما شهد الباب حادثة شنق السلطان طومان باي آخر سلاطين الدولة المملوكية عام 1517م، والتي كانت إيذانًا بانتهاء الدولة المملوكية وبداية العصر العثماني.
صرح تاريخي صامد عبر الزمن
وتعتبر بوابة زويلة من الآثار الصامدة التي تقاوم عوامل الزمن المختلفة عبر العصور، ويمتاز الباب بجماله وأناقته كباقي الآثار المصرية العريقة، وقد ذُكر باب زويلة من قبل المؤرخ القلقشندي، وقد أورد هذا المؤرخ أبياتاً شعرية تضمنت ذكر هذا الباب حيث قال” يا صاح لو أبصرت باب زويلة.. لعلمت قدر محله بنياناً لو أن فرعونا رآه لم يرد صرحا ولا أوصى به هاماناً.”
تاريخه
ويتميز باب زويلة بمئذنتين رشيقتان، وهو البوابة الحجرية الوحيدة الباقية من السور الجنوبي لمدينة القاهرة الفاطمية، التي أنشأها الوزير بدر الدين الجمالي في عهد الخليفة الفاطمي المستنصر بالله عام 1092، أما بالنسبة للمئذنتين فلم يتم إضافتهما حتى عام 1415م، حين جاء السلطان المملوكي المؤيد شيخ وبنى مسجده بجوار البوابة واستغل برجيها لإقامة مئذنتي جامعه.
موقعه
يقع هذا الباب في نهاية شارع المعز من الجهة الجنوبية، مواجهًا لجامع الصالح من الجهة الشمالية، أما من الجهة الغربية فيحده جامع المؤيد، وتم تسجيل باب زويلة كواحد من الآثار الاسلامية العريقة بالقاهرة.
وصف الباب
باب زويلة هو باب مكون من بناء ضخم بعمق يصل إلى خمسة وعشرين مترًا تقريبًا، وعرض يصل إلى أربعة وعشرين مترًا، ويتكون هذا الباب من برجين كبيرين مستديرين، وفي وسط البرجين هناك ممر مكشوف يؤدي إلى بوابة المدخل، وفي ثلثهما الأعلى هناك حجرتان تستعملان لأغراض دفاعية مغطاة بقبو طولي متقاطع مع آخر عرضي.
اقرأ ايضاً: القاهرة الفاطمية.. باب الفتوح صرح تاريخي يتحدى الزمن بجوار مسجد الحاكم بأمر الله