قهوة العلوم

“الإشعاع النووي” تاريخ مظلم وآثار مفجعة

الإشعاع النووي خطر خفي، لكنه قاتل، حيث تدخل الأشعة النووية إلى الجسم عبر التنفس أو البشرة، وقد تصيب الإنسان بسرطان الغدة الدرقية والأورام وسرطان الدم وأمراض العيون والاضطرابات النفسية وغيرها من الأمراض الخطيرة، وإذا تعرض الجسم إلى جرعة كبيرة من الأشعة، فقد يموت خلال ساعات أو أيام قليلة.

تكشف لك”كلمتنا” عن تأثير الإشعاع النووي على جسم الإنسان:

تأثير الإشعاع على الأعضاء:

الشعر:

يحدث تساقط الشعر بسرعة وفي كتل مع التعرض للإشعاع عند 200 rems أو أعلى.

الدماغ:

نظرًا لأن خلايا المخ لا تتكاثر، فلن تتضرر بشكل مباشر إلا إذا كان التعرض 5000 ريمس أو أكثر.

نظام الدم:

عندما يتعرّض الشخص لحوالي 100 رطل، سيتم تقليل عدد خلايا اللمفاويات في الدم، مما يجعلك أكثر عرضة للإصابة، والأعراض المبكرة لمرض الإشعاع تحاكي أعراض الأنفلونزا وقد تمر دون أن يلاحظها أحد، ما لم يتم إجراء تعداد دموي.

القلب:

إن التعرض المكثف للمواد المشعة التي يتراوح وزنها بين 1000 و 5000 رطل من شأنه أن يلحق أضرارًا مباشرة بالأوعية الدموية الصغيرة وربما يسبب قصور القلب والوفاة مباشرة.

الجهاز الهضمي:

الأضرار الإشعاعية التي تصيب الأمعاء سوف تسبب الغثيان والقيء الدموي والإسهال،  يحدث هذا عندما يكون تعرض الضحية 200 ريمس أو أكثر. سيبدأ الإشعاع في تدمير الخلايا في الجسم التي تنقسم بسرعة.

تأثر الإنسان من الأشعة النووية في حال التعرض للمواد الآتية:

التعرض لمادة اليود:

بعد أي حادث نووي أكثر مرض يظهر بشدة هو مرض سرطان الغدة الدرقية، والسبب في ذلك هو النظائر المشعة لليود 131 واليود 133، وهاتان المادتان تكثران في الأيام الأولى بعد الحادث النووي وهما مسؤولتان عن إصابة الجسم بالإشعاع، ولتفادي التعرض لنظائر اليود المشعة يمكن تناول جرعة كبيرة من حبوب اليود المركّز، فيحصل الجسم على حاجته وتصبح الغدة الدرقية مشبعة باليود، فلا تعود قادرة على تخزين كميات أخرى منه، وبذلك يتخلص الجسم تلقائياً من نظائر اليود المشعة الخطيرة.

السيزيوم والسترونتيوم:

حين تستقر “النويدات” النظائر المشعة سترونتيوم 90 وسيزيوم 137 في أنسجة العظام، فإن خطر الإصابة بالسرطان يزداد، والجسم يخلط بين هذه المواد الخطيرة وبين الكالسيوم ويُدخلها إلى نخاع العظام وأنسجة العضلات والعظام، لكن نخاع العظام مسؤول عن تشكيل خلايا الدم الجديدة، ويمكن أن تتعطل هذه العملية بسبب الإشعاعات المؤيّنة، وإذا حدث ذلك يصاب الإنسان بمرض سرطان الدم القاتل.

الأضرار الوراثية: 

يحدث ضرر وراثي هائل في الجسم الذي يتعرض للأشعة النووية، كما حدث بعد إلقاء قنبلتين ذريتين على هيروشيما وناغازاكي، حيث وُلد عدد كبير من الأطفال المشوهين، وبعد كارثة تشيرنوبيل في نيسان أبريل عام 1986، ورغم مرور 25 سنة على الحادث، هناك ارتفاع ملحوظ في نسبة المصابين بالسرطان تصل إلى 40 %، وهناك تقديرات بأن 25 ألف شخص في روسيا لقوا حتفهم لأنهم شاركوا في أعمال تنظيف المفاعل بعد انفجاره.

أعراض الإصابة: 

قيئ وغثيان ونزيف داخلي وخارجي تمزقات في الجلد.

ما هو الإشعاع؟ 

يتعرض الإنسان للإشعاع يوميًا، فالإشعاع عبارة عن طاقة في حالة حركة تنتقل عبر موجات أو أشعة غير مرئية، وفي الحقيقة لطالما كان الإشعاع جزءًا من الحياة اليومية على كوكب الأرض، يبعث الإشعاع من مصادر طبيعية وصناعية.

المصادر الطبيعية:

* الشمس، تصدر أشعة فوق البنفسجية، ويمكن أن تسبب في حروق.

*الجرانيت: وهو من الصخور الشائعة ويستخدم عادة في المطابخ.

المصادر الصناعية:

*يستخدم الأطباءالأشعة السينية، أشعة الرنين لرؤية العظام المكسورة داخل جسم الإنسان وتشخيص المشاكل الصحية.

*يصدر جهاز الميكرويف نوعًا من الأشعة لطهي الطعام.

أنواع الإشعاع: 

يوجد نوعان من الإشعاع: الإشعاع ذو تردد عال، وإشعاع ذو تردد منخفض وكلا النوعين ضارين إذا تعرض لهم الإنسان، وعلى صعيد المحطات النووية، يركز المختصون على أربعة أنواع للإشعاع المؤين وهي أشعة ألفا وبيتا وجاما والنيوتروناتن.

الإشعاع غير المؤين

يبعث طاقة كافية لتحريك الذرات فمثلًا، يعمل المايكروويف بالأشعة غير المؤينة لطهي الطعام عن طريق ذبذبة المياه داخل الطعام، مما ينتج الحرارة التي تنضّج الطعام.

الإشعاع المؤين

يبعث طاقة كافية لتغيير تركيبة الذرة والتي يمكنها أن تدمر الخلايا الحيوية، وتعد الحروق من أشعة الشمس مثالًا على ذلك.

تاريخ الإشعاع النووي: 

يعود تاريخ الإشعاع النووى إلى أواخر الحرب العالمية الثانية عندما ألقيت أول قنبلة ذرية على مدينة هيروشيما سنة 1945 فقتلت وشوهت معظم سكانها، وظلت آثار الإشعاع تطارد السكان طيلة حياتهم.

اليابان من كل عام تحيي ذكرى قنبلة هيروشيما:

ففي عام 1945، أسقطت قاذفة أمريكية قنبلة ذرية فوق المدينة، مما أسفر عن مقتل نحو 140 ألف شخص، وبعد ثلاثة أيام من ذلك اليوم، تم إسقاط قنبلة نووية ثانية على مدينة ناغازاكي، وبعد أسبوعين استسلمت اليابان منهية الحرب العالمية الثانية.

مخاطر الإشعاع النووي: 

تتوقف مدى خطورة الإشعاع الذري على مدى القرب من موقع الانفجار أو التسرب النووى، ويؤدى إلى حالات مرضية خطيرة، تتراوح بين التشوهات الخلقية للأجنة بالموت خلال فترة قصيرة.

أيضا يؤدي الإشعاع إلى الإصابة بسرطان الجلد والدم وإصابة العيون بالمياة البيضاء وضعف القدرة على الإخصاب.

وفى المناطق البعيدة نسبياً قد تؤدي زيادة نسبة الإشعاعات إلى تسمم نووي بطيء لا تظهر أعراضه إلا بعد عدة سنوات، ويؤدي هذا التسمم غالبا إلى الإصابة ببعض أنواع السرطان.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى