كلمتها

لماذا تعتبر النساء كلمة “دوموازيل” إهانة؟.. تعرف على الحقيقة

تختلف لغة مخاطبة الجنس اللطيف من مجتمع لآخر، بل من امرأة لأخرى، وإذا كانت المرأة متزوجة أو غير متزوجة، وتعتبر بعض المجتمعات أن مخاطبة النساء فن وله لغة محددة، تختلف من مجتمع لآخر كذلك من دولة لآخرى، تبعًا للبيئة التي عاشت فيها المرأة.

تقدم لك منصة “كلمتنا” في السطور التالية فن مخاطبة النساء، بمختلف المفاهيم والمعاني والدلالات التي تختلف من دول لأخرى.

ففي عدد من الدول يستخدم مصطلح آنسة كنوع من أنواع المجاملة، والاهتمام بالألقاب في الحقيقة غير مهم بدرجة كبيرة في البلاد العربية، سواء كانت تلك المرأة متزوجة أم لا، ففي المغرب مثلا كثيرًا ما تنعت المرأة بـ السيدة سواء أكانت متزوجة أم لا.

أما في كندا مثلاً يختلف الألقاب، لنجد مثلا أن السيدة المتزوجة أو غير متزوجة لا تقبل أن يناديها أحد بـ “آنسة” على اعتبار أنه هكذا يسبها، على عكس أغلب الدول التي ترى أن مناداة المرأة بـ “آنسة” يمثل شئ من اللطف، خاصة إذا كانت من “العوانس” على حد قولنا في الدول العربية لمن تأخرت في سن الزواج.

على عكس عدد من النساء في البلاد المختلفة اللواتي يشعرن بالفرحة العارمة عند مناداتهن بـ “دوموازيل” وفي الغالب هن السيدات اللواتي تجاوزن سن الثلاثين والأربعين، على اعتبار أن منادتهن بـ “دوموازيل” تعيد لهن سن الشباب، أو أن بالفعل من يراهم يشعر بشبابهن، ويعتبرها البعض أيضًا من باب “المجاملة”

لم يتوقف الأمر على ذلك بل هناك بلاد شجعت على تحديد ألقاب لأعمار السيدات، منهم ألمانيا التي صممت مجلة خصيصًا للفتيات ممن بلغن سن الرشد تحت عنوان “فرويلاين” أي الآنسة باللغة العربية، وهي مجلة تهتم بشأن الفتيات اللواتي لم يتزوجن بعد والمراهقات.

وبالرغم من الاهتمام الذي لاقته السيدات من بلادهن، هناك بلاد أخرى رأت بشدة أن منادتهن بألقاب محددة هي شبة جريمة، وبالفعل منعت هذه الألقاب، بل وقامت عليها الوقفات الاحتجاجية لمنعها، واعتبارها إهانة بحق الأنثى، ومن بين هذه البلاد كانت فرنسا.

الفرنسيون يتخلون عن لقب “دوموازيل” في مراسلاتهم: 

اعتبرت بعض النساء من المؤيدين لحقوق المرأة في فرنسا أن لقب “دوموزايل” إهانة في حق السيدة الفرنسية، وأن هذا اللقب فيه شئ من التمييز الجنسي والترفق العنصرية بين الرجل والمرأة، على عكس ما يعتبره البعض تجاه لقب”دوموازيل” كمن باب مجاملة المرأة، “دوموازيل” التي تعني باللغة العربية “آنسة” اعتبرتها نساء فرنسا أن سمة إغراء ووصمة عار تلحق بهن.

لذا خرجت السيدات الفرنسيات في مظاهرات واحتجاجات يطالبن بتغيير مسمى “دوموازيل” من الخطابات الرسمية للدولة، وبالفعل نجحن في ذلك حيث وجه رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيلون، خطابًا لجميع الجهات الفرنسية يطالبهم بوقف استخدام لقب “دوموازيل” من جميع المكاتبات الرسمية، حتى نفاذ الكمية الموجودة في المكاتب الحكومية، فكانت تمثل خانتي “متزوجة” أو “دوموازيل” في الأوراق الحكومية لدى النساء الفرنسيات، وصمة عار لهم، وكأنهم هكذا يلحقون الضرر بأنفسهم.

لم تكن النساء الفرنسيا يعترضن للمرة الأولى بل هناك سبقها مرات عدة قامت فيها مظاهرات تنادي بالتخلي عن لقب “دوموازيل” من المكاتبات الحكومية، ففي 2007 قامت دعوى قضائية من الهيئة الفرنسية المعنية بحقوق المرأة ومكافحة التمييز بمختلف أنواعه، لأن إحدى البلديات طلبت من إحدى السيدات بدفع 145 يورو لتغيير لقب آنسة إلى متزوجة في أوراق رخصة السيارة، وفي 2010 طالبت العديد من النساء بإلغاء لقب “دوموازيل” على اعتبار أنه كان يستخدم في حالة نقل الفتاة من وصاية الأب إلى الزوج.

وهناك مجموعة من النساء قامت بإنشاء حملة تدعو فيها بـ إلغاء لقب “دوموازيل” وعلى هذا الأساس قامت ألمانيا التي كانت تمجد مناداة المرأة بألقاب تناسبها عمريًا من إلغاء لقب “فرويلاين” من المكاتبات والوثائق الرسمية، وقامت وزارة الداخلية آنذاك بتحديد لقب “سيدة” لتنادى به كل امرأة سواء كانت متزوجة أم غير متزوجة.

اقرأ أيضًا: “حكايتي مع الختان”.. كيف تمكنت -مصر كير- من كسر حاجز الخوف لدى الفتيات؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى