كتب| الطاهر عماد
لم يتخيل إبراهيم علّام ابن مدينة المنصورة أن يتحول من مجرد نجار في محل والده الصغير، إلي فنان مبدع في فن نحت المصغرات، فهو لم يفكر في تطور نفسه في المهنه التي ورثها عن والده ويعمل بها منذ صغره.
ويقول إبراهيم خلال حديثه مع «كلمتنا» إن قصة تحوله إلى الإبداع في فن نحت المصغرات، بدأت عندما شكل قطع فنية صغيرة منحوتة من فضلات الأخشاب، التي يستخدمها في ورشته لصناعة الأبواب والشبابيك، في تشكيل نموذج مصغر لسيارة نقل ثقيل.
«كنت قاعد فاضي بعد ماخلصت شغل، وأنا بحب الرسم من صغري فحبيت أرسم بفضلات الخشب اللي باقيه من الشغل، وجربت اعمل عربية صغيرة، وبدأت أطور فيها مع الوقت لحد ما صممت عربية نقل ثقيل كاملة من الخشب» يحكي إبراهيم.
إبراهيم الحاصل علي الثانوية الأزهرية عام 2013، لم يكن ينوي الربح من هذه التحف الفنية الصغيرة، لأنه يعمل فيها وقت فراغه فقط، لكن مع تطوره فيها وإتقانه لها، وإقبال البعض عليها، بدأ يحولها إلى حرفة ومصدر رزق جديد له.
الشاب العشريني يستخدم نسب وزواية محددة في صنعته، حتى يخرج المجسم بالشكل الذي طلبه الزبون، ويكون ملائما ومشابها للشكل الحقيقي.
«أنا بستخدم النسبة والتناسب في أي قطعة بعملها عن طريق الكومبيوتر، يعني مثلا مجسم الحصان نسبته بتكون 30 سم طول في عرض 20 سم، وعملت تصميم لبرج إيفل كان مقاسة 135 سم طول في قاعدة عرضية 75 سم» يتحدث علام «لكلمتنا».
ينقسم شغل علام إلى قسمين، الأول مجسمات مثل برج إيفل والسيارات والماكيتات الخاصة ببعض المشروعات، والثاني نحت، حيث يقوم بالنحت في الخشب لإخراج المنتجات الخاصة بالحيوانات مثل الحصان والأسد، والجمل، ويستخدم في النحت الذي يعتمد علي العمل بأيدي، أدوات مثل المبرد، الفأرة، الصاروخ، والمنشار، لكنه يعتمد في عمل المجسمات علي بعض الآلات الكهربائية.
ويستخدم علام وسائل التواصل الاجتماعي في الترويج لمنتجاته، حيث صمم صفحة علي «فيس بوك» ويقوم بنشر كل أعماله عليها حتي يراها عدد أكبر من المهتمين بفن المصغرات، كما يقوم بنشر فيديوهات تعليمية علي قناته الخاصة بموقع يوتيوب حتي يساعد من يريد تعلم هذا الفن.
«أنا من قرية صغيرة في المنصورة وأكيد مش كل الناس في قريتي بتقدّر فن المصغرات، ودا اللي خلاني اتجه للسوشيال ميديا عشان أقدر أوصل شغلي لعدد كبير من الناس، ومعظم الطلبات اللي بتجيلي من القاهرة والمحافظات بيشوفوا الشغل علي الفيس أو قناة اليوتيوب».
يتمنى علام أن يكون له ورشة خاصة به، تجمع كل المنتجات التي يصنعها، ويعرضها في ورشته، كما يخطط أن يطور من مهارته وينتقل لنحت الأشخاص علي الخشب.
