عرفت مصر دومًا بحضارتها العريقة، وأثارها العظيمة التي يتوافد إليها السياح من مختلف أنحاء العالم، لمعرفة أسرار تلك المباني الأثرية والجدران التي تروي حكايات مر عليها مئات السنين، لكنها لازالت صامدة شامخة تستقبل زوراها بترحاب شديد.
ولتكن وجهتك هذه المرة إلى واحدة من أقدم المناطق الأثرية، التي تأخذك بجولة نحو مصر العريقة وحكاياتها وهي «السيدة زينب»، *إن تكلفة هذا اليوم لا تتعدى مائة جنيه، استقل المترو نحو محطة السيدة زينب واستعد لرحلتك نحو تاريخ مصر ثم انطلق*.
1. مسجد السيدة زينب
أول محطة عليك الوقوف أمامها لتأمل جمالها، وهو أحد أكبر وأشهر مساجد القاهرة، كما يعتبر مركز للصوفية ومريديها، وفي كل عام من شهر رجب يقام «مولد السيدة زينب»، فيهرول آلاف البشر نحو المسجد والميدان، حيث تقام احتفالات كثيرة ينتظرها المصريون كل عام.
2. مسجد أحمد ابن طولون
ليكن ابن طولون وجهتك القادمة، الذي يعد أحد أقدم وأكبر مساجد مصر على الإطلاق، وثالث مسجد بني في عاصمة مصر الإسلامية، فقد أمر أحمد بن طولون ببناء المسجد، وهو مؤسس الدولة الطولونية، واسم طولون مشتق من كلمة تركية معناها «البدر الكامل».
كما يعتبر من المساجد المعلقة إذ يصعد إلى أبوابه الداخلية بدرجات دائرية، حيث بني على شكل مربع، واستوحى تصميمه من المساجد العباسية وأقيم على «جبل يشكر»، كما يحمل وجه العملة الورقية المصرية فئة خمسة جنيهات، صورة لمسجد أحمد ابن طولون نظرًا لمكانته المرموقة ضمن الآثار المصرية.
3. مسجد ومدرسة الأميرة صرغتمش الناصري
غرب سور ابن طولون ستجد مسجد أثري مملوكي بناه الأمير صرغتمش الناصري الذي بني عام 757 هجريًا، بالإضافة إلى مدرسة داخلية خصصها لتدريس علم الحديث النبوي وأصول الفقه الحنفي، كما كانت معقلًا للعلماء والفقهاء من المذهب الحنفي وبالأخص الفرس منهم خلال القرنين الثامن والتاسع.
4. متحف جاير أندرسون
يطلق عليه «بيت الكريتلية»، وهو يقع شرق مسجد ابن طولون في حي السيدة زينب، ويتكون المتحف من بيتين هنا بيت «محمد بن الحاج سالم» وبيت السيدة «آمنة بنت سالم» حيث تم الربط بينهما بممر، كما يعد كنز من كنوز الآثار الإسلامية التي تنتمي إلى العصر المملوكي والعثماني.
وجاير أندرسون هو بريطاني عمل طبيبًا في الجيش الإنجليزي والمصري، حتى استقر بمصر وأعتبرها موطنه الآخر، كما كان يوري اهتمامًا شديدًا بالأثار وخاصة الفن الإسلامي، حيث عمل على جمع مجموعة نادرة من الأثار تعرض حاليًا في المتحف.
قبل استكمال جولتك عليكَ الاستراحة قليلًا وتجربة إحدى أشهر المحال في السيدة زينب، حيث يتوافد إليه الزوار من جميع أنحاء القاهرة وهو «سوبيا الرحماني».
5. قلعة صلاح الدين الأيوبي
رحلة السيدة زينب تعني أن عليك ألا تغادر قبل زيارة «قلعة صلاح الدين الأيوبي»، وهي واحدة من أعرق القلاع الحربية التي شيدت في العصور الوسطى، فموقعها الاستراتيجي هو حصن دفاعي لمدينتي القاهرة والفسطاط وهي قلعة تقع على جبل المقطم.
ومن مساجدها التي عليك زيارتهما:
1. مسجد محمد علي
وهو أحد أشهر المساجد الأثرية في القاهرة، أنشأه محمد علي باشا على الطراز العثماني، كما كان مقرًا للاحتفال بالمناسبات الدينية السنوية.
2. مسجد الناصر قلاوون
كان عبارة عن مسجد صغير ومخازن للمفروشات في القلعة، حتى قام السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون بإنشاء المسجد وتدريس الفقه به.
6. مسجد ومدرسة السلطان الناصر حسن
بالقرب من سور القلعة ستجد درة العمارة الإسلامية في الشرق، وأكثر الأثار الإسلامية جاذبية وجمالًا وهو مسجد «السلطان حسن.الذي أنشأه خلال فترة حكم المماليك البحرية لمصر وكان يتخذ حصنًا لهم لوقوعه أمام قلعة الجبل، كما يتكون من مسجد ومدرسة للمذاهب الأربعة الشافعية والحنفية والمالكية والحنابلة، كما كان يدرس فيه علوم تفسير القرآن والحديث النبوي والقراءات السبع.
7- مسجد الرفاعي
أمام مسجد «السطان حسن» ستجد مسجد «الرفاعي» أشهر أثار حي الخليقة في القاهرة، الذي شيد بناءً على أمر خوشيار هانم والدة الخديوي إسماعيل، ثم توقف بناءه ما يقرب من 25 عامًا حتى عهد الخديوي عباس حلمي الثاني الذي أمر باستكمال بناء المسجد الذي يقع تحت قلعة الجبل.
8- متحف مصطفى كامل
وما إن خرجت من مسجد الرفاعي حتى وجدت متحف “مصطفى كامل“، الذي افتتح عام 1956، فقد كان ضريحًا يضم رفات مصطفى كامل ومحمد فريد، ثم نقل إليه رفات المناضلين عبدالرحمن الرافعي وفتحي رضوان.
كما بني المتحف على طراز القبة الضريبية الإسلامية، ويحتوي على قاعتين تشمل بعض متعلقات الزعيم مصطفى كامل من كتبه وخطاباته، بالإضافة إلى بعض صور أصدقائه وأقاربه وبعض من ملابسه وحجرة مكتبه، كما يضم لوحات زيتية تصور حادثة دنشواي، فيعتبر رحلة ممتعة نحو ماضي مصر الحضارة.
لا تنسى خلال جولتك الأثرية التقاط الصور لتلك الأثار العظيمة، لتخليد رحلة اصطحبتك إلى مصر القديمة حيث التاريخ ورمز الحضارة العريقة.
اقرأ أيضًا: “بيت السناري”.. تحفة أثرية ثقافية بالسيدة زينب
